بحر الرمل

حبّذا الزائر في وقتِ السِّحَرِ أسْفَرَ الصبحُ بِهِ حِينَ سَفَرْ قاده السُّكْرُ إلى أحبابِهِ

قد بعثناهُ لكيْ يُجْلَى به واضِحٌ كاللؤُلؤِ الرَّطْبِ أَغَرْ طابَ منه العَرْفُ حتى خِلتُهُ

يا عليُّ بْنَ سُلَيْمانَ وَيا مَعْدِنَ العِلْم ويَنْبُوعَ الأَدَبْ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي والّذي

عجبي ممن تعالت حالُه وكفاه اللَّهُ ذلاّت الطلبْ كيف لا يقسم شطريْ عمره

كَم إِلى كَم أَنتَ لِلحِر صِ وَلِلآمالِ عَبدُ لَيسَ يُجدي الحِرصُ والسّع

قَطَعَ الدَهرُ بِأَسبابِ العِلَل وَأَعارَ السَهوَ أَيّامَ الأَجَل أَلِفَ اللَذَّةَ حَتّى اِعتادَها

صابِرِ الدَهرَ عَلى كَرِّ النوائِب مِن كُنوزِ البرِّ كِتمانُ المَصائِب وَالبسِ الدَهرِ عَلى عِلّاتِهِ

إِنَّما كُنّا كَأَرضٍ مَيتَةٍ لَيسَ لِلزائِرِ فيها مُنتَظَر فَحَيينا بِكَ إِذ وُلّيتَنا

كَم رَأَينا مِن أُناسٍ هَلَكوا فَبَكى أَحبابُهُم ثُمَّ بُكوا تَرَكوا الدُنِّيا لِمَن بَعدَهُم

اِمْدَحِ الكَأْسَ ومَنْ أَعْمَلَها واهْجُ قَوْماً قَتَلُونا بالعَطَشْ إِنّما الكَأْسُ رَبِيعٌ باكِرٌ