بحر الرمل

قَد تَجاسَرتُ وَفيكَ المُحتَمَل وَلَعَمري أَنتَ أَعلى وَأَجَلّ ماعَسى يَفعَلُ مَولىً مُحسِنٌ

نالَتِ الأَعداءُ بِالسَعيِ مُناها فَبِرُغمي يا أَبا الفَضلِ رِضاها كانَ سَعيُ الضِدَّ فيما بَينَنا

قَد قَضَينا العُمرَ في مَطلِكُمُ وَظَنَنّا وَعدَكُم كانَ مَناما أَإِذا مُتنا نَرى وَعدَكُمُ

ثُب إِلى اللَذّاتِ فَالعُمرُ قَصيرُ وَحَياةُ المَرءِ في الدُنيا غُرورُ لا تَدَع نَهبَ سُرورٍ عاجِلاً

أَنِفَ الخِمارُ مِن فَرطِ خِباها وَرَأى الصَونَ اِحتِكاراً فَسَباها قَهوَةٌ لَو قيلَ لِلشَمسِ اِسجُدوا

طافَ بِالكَأسِ عَلى عُشّاقِهِ رَشَأٌ كَالبَدرِ في إِشراقِهِ فَكَأَنَّ الراحَ مِن وَجنَتِهِ

كَرِّرِ اللَومَ عَلَيهِ إِن تَشا فَهوَ صَبٌّ بِحُمَيّاهُ اِنتَشى هَزَّهُ بَل أَزَّهُ ذِكرُ الحِمى

يا حَبيباً مَنْ لعَيْني أنْ تَراهُ قدْ رَمى حُبّكَ قلْبي وبَراهُ لمْ يدَعْ هجْرُكَ لي منْ رمَقٍ

يا هِلالاً يا قَضيباً يا رَشا إنْ تبَدّى أو تثنّى أو مشَى يا غَزالاً وِرْدُهُ في أدمُعي

خدَعَ الشّوْقُ فؤادي فانخَدَعْ أفَلا أقْصَرَ شَيْئاً وارتَدَعْ ثمّ لمّا حَلّ في فخِّ الهَوى