بحر السريع

يا مِسكَةَ العُشّاقِ مِسكُ الدُجى قَد رُدَّ في نافِجَةِ الغَربِ وَجونَةُ الشَرقِ لِكافورِها

أَبا عَلِيٍّ اِعفُ عَنّي فَقَد ضاقَ فَسيحُ العُذرِ عَن ذَنبي وَإِن جَرى مِنِّيَ ما قَد جَرى

وَلَمّا أَقلَعَت سُفُنُ المَطايا بِريحِ الوَجدِ في لُجَجِ السَرابِ جَرى نَظَري وَراءَهُم إِلى أَن

أُمَّهاتُ الثِمارِ بَينَ الرَوابي تائِهاتٌ يَلبَسنَ خُضرَ الثِيابِ وَبَناتُ الكُرومِ تُجلى بِما قَد

لا تَلحَظَن مَن أَنتَ مُستَهتَرٌ بِهِ إِذا كانَ عَلَيهِ رَقيب وَغَطِّ بِالأَطرافِ وَجهَ الهَوى

يا سَيِّداً أَنعَشَني بِرُّهُ مِثلُكَ مَن جادَ بِما جُدتَ بِه حاشاكَ أَن تَرضى بِغَيرِ الرِضا

يا مَن هُوَ الأُمُّ لَنا وَ الأَبُ وَمَن إِلى مَذهَبِهِ نَذهَبُ وَمَن هُوَ المَرءُ لَم يَزَل

كَأَنَّما الجَوزاءُ لَمّا بَدَت مِنطَقَةٌ مِن لُؤلُؤٍ رَطبِ فَاِشرَب عَلى بَهجَتِها قَهوَةً

ما أَنسَ لا أَنسَ غَياثاً وَقَد أَنشَدتُ يَوماً شِعرِيَ المُنتَخَب فَقالَ ما قَصَّرَ هَذا الفَتى

وَقائِلٍ ما المُلكُ قُلتُ الغِنى فَقالَ لا بَل راحَةُ القَلبِ وَصَونِ ماءِ الوَجهِ عَن ذِلَّةٍ