بحر السريع

إذا رَأَتْ شَيْبي على صَدْرِها أَذكرَها القُطنَ ولَوْنَ الكَفَنْ وَبينَ فَخذَيْها تَرى مَيْتاً

رَأَيتُ أَنفَ ابنِ خُنُفْرٍ وقد تَطاوَلتْ أَجنابُ حِيطانهِ أَنْفٌ أَبو الهَوْلِ على جِرْمهِ

هَزّوا قُدوداً وانتضَوا أَعْيُنا وَعَطَّلُوا البِيضَ وَسُمْرَ القَنا خَادَعْنَنا يَوماً وَقُلْنَ الذي

إبَعثْ بِذِى قَرنينِ مَن لي بهِ ومَن لأهلي أو لِجِيراني أَمْلَحَ أَغدُو يَومَ عِيدٍ بهِ

وَحاسِدٍ مارَقَّ لمَّا رَأَى لي حَالةً مَا مَعَها بُقْيَا قَالَ وإنَّ الحَقَّ في قَولِه

يا رُبَّ نَحْويٍّ لَهُ مَبْسَمٌ تَقْبِيلُهُ غَايةُ مَطْلَوبِي قَدْ صُغِّرَ الجَوْهَرُ مِنْ ثَغْرِهِ

هَويْتُ مَنْ رِيقَتُهُ قَرْقَفٌ وَما لَهُ في ذَاكَ مِنْ شَارِبِ قَلنْدَرِيّاً حَلَقُوا حَاجِباً

وَحُرْمَةِ الذَّاهِبِ مِنْ عَيْشِنَا وَطِيبِ أَيَّامِي الَّتي وَلَّتِ عَلى مَا تَعْهَدُوني وَفيٌّ

قَدْ قُلْتُ لَمَّا مَرَّ بِي مُعْرِضاً كَالبَدْرِ تَحْتَ الغَسَقِ الدَّاجِي يَهْتَزُّ في مَشْيَتِهِ مُتْعَباً

أَخْجَلْتَ بِالثَّغْرِ ثَنَايَا الأَقاحْ يا طُرَّةَ اللَّيلِ وَوَجْهَ الصَّباحْ وَأَعْجَمَتْ أَعْيُنَكَ السِّحْرَ مُذْ