بحر السريع

في نصفها من خجلها حمرةٌ وَبينها طُرقٌ لِطافٌ دِقاق كأنّها في بعضها عاشقُ

أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُضْنِ بانْ تصَدّعتْ منك حصاةُ الجَنانْ وأذكرَتْهُ من زمانِ الصّبا

كَأنّما النيلوفر المُجْتَنى وقد بدا للعينِ فَوْقَ البنانْ مداهنُ الياقوتِ محمرّةً

أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ وعادَهُ في السقم طيفٌ ألَمّ من غادةٍ في وصل هجرانها

قالوا صَبَا يا مَن رأى مستهامْ حِجاهُ كهْلٌ وَهَوَاهُ غُلامْ لعلّهُ صادَ ولم يعلموا

خليفةُ الملك ترى عنده خليفةَ الشمس تجلّي الظُّلَمْ ذابلةٌ في الصُّفرِ مركوزَةٌ

من شاءَ أنْ تَسْكَرَ راحٌ بِرَاحْ فليَسْقِها خَمْرَ العيون الملاحْ فإنّها بالسّحرِ ممزوجَةٌ

قُمْ هاتِها من كفّ ذاتِ الوِشاحْ فقَد نَعى اللّيلَ بشيرُ الصّباح واحللْ عُرَى نومكَ عن مُقلَةٍ

سارعْ إلى الحقّ وعوّلْ على قولِ حكيمٍ بارع الحِكمةِ إنْ شئتَ أنْ تَحيا فكنْ صادقاً

كُنْ واثقاً باللّه سبحانه فهو الذي يصرفُ عنك الخطوبْ واصرفْ إليه الوَجْه عن مَعْشرٍ