بحر السريع

ما أَبْعَدَ الأشياءَ مما يَسُرّْ فِعْلا وأَدْناها إلى ما يَضُرّْ فالخير في النادر إلمامُه

وساعةٍ جاد بها العُمرُ ونام عن خُلْستِها الدهرُ والطيرُ والدُّولاب يَشْدو لنا

يا دارَ سلْمى لو رَدَدتِ السلامْ ما همّ فيك الحزْنُ بالمستهامْ همودُ رسمٍ منكِ تحتَ البلى

وزاهدٍ في المالِ لا يَنْثَني في قِمَمِ العَلياءِ عن حِرْصِهِ لَيسَتْ تَرى عَيناهُ شِبْهاً له

أرسلتُ طَرْفي يقتضي طرفَها وَعْداً به أُبرئُ أسقامي فعاد عنه للحشا جارحاً

انظرْ إلى بهجةِ ذا المنظرِ ولُمْ على الصَّبْوةِ أو فاعْذُرِ ماءٌ وروضٌ وغزال حَكَتْ

أنظُر إلى الشّيهمِ كيف انزوى كأنّهُ جَولقةٌ في التُّراب كأنّما شاهَد حرباً ففي

أَفْرط نسياني إلى غايةٍ لم تُبْق في النسيانِ لي جِنْسا فصرتُ مهما عَرَضتْ حاجةٌ

له عِذارٌ أَثْرُهُ ظاهرٌ للعين معدومٌ على اللَّمْسِ كأن أُولاهُ على خَدِّهِ

أُصيكَ بالبُعْدِ عن الناسِ فالعِزُّ في الوحدة والياسِ ووحدة الصَّمصامِ في غِمْدِه