بحر السريع

كَم أَديبٍ فَطِنٍ عالِمِ مُستَكمِلِ العَقلِ مُقِّلٍ عَديمِ وَمِن جَهولٌ مُكثِرٍ مالَهُ

عِش موسِراً إِن شِئتَ أَو مُعسِراً لا بُدَّ في الدُنيا مِن الغَمِّ دُنياكَ بِالأَحزانِ مَقرونَةٌ

ما أَحسَنَ الدُنيا وَإِقبالَها إِذا أَطاعَ اللَّهَ مَن نالَها مَن لَم يواسِ النَّاسَ مِن فَضلِهِ

نَحنُ نَؤُمُّ النَمَطَ الأَوسَطا لَسنا كَمَن قَصَّرَ أَو أَفرَطا

لا تَتَّهِم رَبَّكَ فيما قَضى وَهَوِّنِ الأَمرَ عَلى النَفسِ لِكُلِّ هَمٍّ فَرَجٌ عاجِلٌ

أَفلَحَ مَن كانَت لَهُ قَوصَرَه يَأكُلُ مِنها كُلُ يَومٍ تَمَره

ما هَذِهِ الدُنيا وَطالِبُها إِلّا عَناءً وَهوَ لا يَدري إِن أَقبَلَت شَغَلَت دِيانَتَهُ

لَو كانَتِ الأَرزاقُ تَجري عَلى مِقدارِ ما يَستاهَلُ العَبدُ لَكانَ مَن يُخدَمُ مُستَخدِماً

وأَشْهَدُ الغارةَ مسروحةً تغدو لماء النعم الوارِد

لَيسَ لِشَيء غَيرَ تَقوى جَداء وَكُكُّ شَيءٍ عُمرُهُ لِلفَناء وَالملكُ في الأَقوامِ مُستَودعٌ