بحر السريع

أعوذُ باللَهِ من الهجرِ مع ما أرى من قلةِ الصبرِ يا وجهَ مَن أهوى فكن شافعاً

الوَجدُ قد وحَّدني صبرا وكيفَ لا يقتلُني كِبرا إني لم أطع بهِ عاذلاً

يا هجرَهُ المُرّ من الصبرِ والصبرُ لا يبقى مع الجمرِ فكيفَ أسلاهُ ووَجدي بهِ

يا ليلةً طالت على ناظري كأنها كانت بلا آخِرِ سهرتُها شوقاً إلى راقدٍ

يا قائدَ القلبِ إلى صبرِ كانَ له ذخرٌ من الذخرِ كانَ مقيماً فنهاهُ الهَوَى

لا تمتحِن صبريَ بالهجرِ فإنني صفرٌ من الصبرِ وكُن على قدركَ لي واصلاً

لم يبكِ إلا وهو مهجورُ إن نفدَ الدمعُ فمعذورُ غايةُ من ليسَ له حيلةٌ

شُغلت بالدمع مكان الرقاد حتى رثى للعين طول السهادِ وَمل خدي ووسادي يدي

ما وَقعت عيني على منظرٍ كوجهِه حُسناً ولا قدِّهِ مَن ينسبُ الخمرُ إلى طرفهِ

من استعارَ الحسن من وجههِ والغصن الناعم من قدّهِ لقد تعاتَبنا بأبصارنا