بحر السريع

هارونُ يا سُؤلي وُقيتُ الرَدى قَلبي بِعَتبٍ مِنكَ مَشغولُ ما زِلتُ مُذ خَلَّفَتني في عَمى

قَد ثَبَتَ الخاتَمُ في خُنصَري إِذ جاءَني مِنكِ تَجَنّيكِ حَرَّمتُ شُربَ الراحِ إِذ عِفتِها

أَصابَني بَعدَكَ ضَرُّ الهَوى وَاِعتادَني لِلبُعدِ إِقلاقُ قَد يَعلَمُ المَولى وَحَسبي بِهِ

أُمسي فَلا أَرجو صَباحاً وَإِن أَصبَحتُ حَيّاً قُلتُ لا أُمسي لا يَستَوي وَاللَهِ هَذا كَما

حَقُّ الَّذي يَعشَقُ نَفسينِ أَن يُصلَبَ أَو يُنشَر بِمِنشارِ وَعاشِقُ الواحِدِ مِثلُ الَّذي

فَدَيتُ مَن مَرَّ بِنا مُسرِعاً يَسعى إِلى الديرِ بِأَسفارِه خَدَمتُ رَبَّ الدَيرِ مِن أَجلِهِ

صادَت جَميعَ الناسِ أَجفانُك وَعَزَّ في العالَمِ سُلطانُك مَن مُنصِفي مِنكَ وَكُلُّ الوَرى

طوبى لِمَن يَشبَعُ من خُبزِكُم فَهوَ عَلى مُهجَتِهِ آمِنُ

يَقولُ لي يَوماً وَقَد جِئتُهُ تَلوطُ بي بَعدَ الثَلاثينا فَقُلتُ إِن دُمتَ كَذا طَيِّباً

قَد قَلَّلَ الإِدمانُ أَكلي فَما أَطعَمُ زاداً قيسَ إِبهامِ فَالحَمدُ لِلَّهِ وَشُكراً لَهُ