بحر السريع

مَركِبٌ تَعجَبُ مِن حُسنِهِ قَد كَنَزَ الفِضَّةَ في تِبرِهِ يُشاكِلُ العاشِقَ في لَونِهِ

أَقولُ لَمّا لاحَ مِن خِدرِهِ وَاللَيلُ يَرخي الفَضلَ مِن سِترِهِ أَبَدرُهُ أَحسَنُ مِن وَجهِهِ

حَصَلَت في حُسنِ ذا غِلظَةٌ كَأَنَّها مُشطُ اِبنِ مَنصورِ يا لِحيَةً هَتَّكَ أَستارَها

سِكباجَةٌ طَيِّبَةٌ نَشرُها كَأَنَّها عودٌ عَلى مِجمَرِ يا حُسنَها في القِدرِ إِذ أَقبَلَت

أَحدَقَ لَيمونٌ بِأُترُجَّةٍ كَأَنجُمٍ تُحدِقُ بِالبَدرِ مَخروطَةُ الأَجسادِ في فِضَّةٍ

وَنَحنُ في نَظمِ الهَوى واحِدٌ يَجمَعُنا عِقدانُ في نَحرِ

لا مونِسٌ آنَسُ مِن دَفتَرٍ وَواعِظٌ أَوعَظُ مِن قَبرِ فَلا تُرِد غَيرَهُما صاحِباً

مَرَّ بِنا يَهتَزُّ في خَطوِهِ ما بَينَ أَغصانٍ وَأَقمارِ يُديرُ في أَنمُلِهِ وَردَةً

وَحَيَّةٍ في رَأسِها دُرَّه تَعمَلُ في وَجهِ الدُجى غُرَّه وَجنَتُها أَكبَرُ مِن رَأسِها

كَم قَد جَنَيتُ اللَهوَ مِن غُصنِهِ ما بَينَ أَنوارٍ وَنَوّارِ مِن رَوضَةٍ بَلَّلَ أَعطافَها