بحر السريع

زارَ المُنى والسُّؤْلُ إِذْ زارَني وكانَ قِدْماً غيرَ زَوّارِ يا زَوْرَةً ساعَدَ فيها الهَوى

يا شاهِراً مِنْ طَرْفِهِ مُرْهَفاً دَمِي عَلى مَضْرِبِهِ يَجْري وَمَنْ إِذا أَبْصَرْتُهُ مُقْبِلاً

لاَ تَعْجَبُوا إِنْ خانَهُ صَبْرُهُ قَدْ طالَ في أَسْرِ الهَوى أَسْرُهُ ما عُذْرُ مَنْ فارَقَهُ إِلْفُهُ

عَذَّبَني بِالتِّيهِ وَالكِبْرِ ومالَ في أَمْري إِلى الغَدْرِ ظَبْيٌ مِنَ الإِنْسِ ولَكِنَّهُ

ناولَني مِنْ كَفِّهِ قَهْوَةً تُضيءُ منْ نارٍ ومِنْ نُورِ ضِياؤُها في الكأَسِ ياقوتَةٌ

مَرَّ بِنا في قُرْطَقٍ أَخْضَرِ مُزَرْفَنَ الأَصْداغِ بِالعَنْبَرِ قَدْ كَتَبَ الحُسْنُ عَلى خَدِّهِ

مضى الَّذي أَودَعَ قلبي الجَوى فَدَمْعَتي مِنْ حَسْرَتي قاطِرَهْ واصَلَني ثمَّ بَدا هَجْرُهُ

وَاللَهِ ما حُلْتُ عَنِ العَهْدِ وما جَزَيتُ الوَصْلَ بِالصَدِّ كُنْ كَيفَما شِئْتَ وجُرْ في القَضا

ظَلَمَني والظُّلْمُ مِنْ عِنْدِهِ وَجازَ في الظُّلْمِ مَدى حَدِّهِ ظَبْيٌ غَدا طَرْفي لهُ ناظِراً

رَثى لهُ مِمَّا به ما بِهِ صبٌّ غدا صبّاً بأَوصابِهِ مَيْتٌ يُرى حَيّاً ولكِنَّهُ