بحر السريع

يَتيهُ عِندي وَأَنا أَخضَعُ إِن كانَ ذا بَختي فَما أَصنَعُ يا عاذِلي عَذلُكَ لي ضائِعٌ

كُن جاهِلاً أَو فَتَجاهَل تَفُز لِلجَهلِ في ذا الدَهرِ جاهٌ عَريضُ وَالفَضلُ مَحرومٌ يَرى ما يَرى

هاتيكَ دارُ المَلكِ مُقفِرَةٌ ما إِن بِها مِن أَهلِها شَخصُ عَهدي بِها وَالخَيلُ جائِلَةٌ

أَشهى مِنَ القَهوَةِ وَالكاسِ عَلى نَسيمِ الوَردِ وَالآسِ وَمِن كَحيلِ العَينِ مَيّاسِ

اِنظُر إِلى حُسنِ هِلالٍ بَدا يَهتِكُ مِن أَنوارِهِ الحِندِسا كَمِنجَلٍ قَد صيغَ مِن فِضَّةٍ

لا عُذرَ لِلعاذِلِ في الكاسِ فَما أَرى في الكاسِ مِن باسِ وَيلي مِنَ الناسِ وَمِن لَومِهِم

ما ذُقتُ طَعمَ النَوى لَو تَدري كَأَنَّ جَنبَيَّ عَلى جَمرِ في قَمَرٍ مُشرِقٍ نِصفُهُ

كَأَنَّما اللَيمونُ لَمّا بَدا لِلعَينِ في أَوراقِهِ الخُضرِ مَداهِنٌ مِن ذَهَبٍ أُطبِقَت

كَأَنَّما التُفاحُ لَمّا بَدا يَرفُلُ في أَثوابِهِ الحُمرِ شَهدٌ بِماءِ الوَردِ مُستَودَعٌ

ظَلَلنا نُسقى سُكَّراً حامِضاً غَصباً عَلى أَنفُسِنا قَسرا وَنَقلُنا مِن قَصَبٍ يابِسٍ