بحر السريع

يا أَيُّها المَحمومُ نَفسي فِداك هَل لي مِنَ الدُنيا سُرورٌ سِواك قَد كانَ بي سُقمٌ فَقَد زادَني

يَمنَعُكَ الصَبرَ إِذا رُمتَهُ تَذكارُ مَن خَلَّفتَ بِالرافِقَه قَد كُنتَ عَن وَصفِ الهَوى ساكِتاً

إِنَّ الَّذي اِستَخبَرتُهُ عَنكُمُ أَشعَلَ في قَلبِيَ مِثلَ الحَريق خَبَّرَ عَن شَكواكُمُ بِالَّذي

وَيلي عَلى الشادِنِ ذي القُرطَقِ أَبلَجَ مِثلُ القَمَرِ المُشرِقِ مَرَّ فَناجى بِالهَوى طَرفُهُ

زارَكَ في البُستانِ طَيفٌ طَروق أَلَمَّ مِن فَوزٍ فَنَفسي تَتُوق يا بِأَبي الزَورَ الَّذي زارَنا

دُموعُ عَيني تَسبُقُ الطَرفا أَجهَدُ أَن تَخفى فَما تَخفى وَكَيفَ يَخفى وَجدُ ذي صَبوَةٍ

يا وَيحَ مَعشوقَينِ ماتا وَلَم يُداوِيا عِشقَهُما بِاِجتِماع حَتّى مَتى نَحنُ عَلى رِقبَةٍ

وَذاتِ لَومٍ عَتَبَت في الَّتي أَصبَحتُ مِن وَجدي بِها مُرمَضا ثُمَّ اِنتَهَت راقِدَةً لَيلَها

إِنَّ الَّتي هامَت بِها النَفسُ عاوَدَها مِن سُقمِها نُكسُ كانَت إِذا ما جاءَها المُبتَلى

مَن لامَكُم فَهوَ لَكُم ظالِمٌ ما أَنتُمُ إِلّا مِنَ الناسِ وَاللَهِ ما أَصبَحتُ أَرجوكُمُ