بحر السريع

بِاللَهِ يا غَضبانُ أَلا رَضيت أَحافِظٌ لِلعَهدِ أَم قَد نَسيت أَلَم تَكُن مِن قَبلُ عاهَدتَني

يا مَن أَتاني بِالشَفاعاتِ مِن عِندِ مَن أَبغيهِ حاجاتي إِن كُنتُ مَولاكَ فَإِنَّ الَّتي

هَيَّجَ أَحزاني وَرَوعاتي مَن كانَ يَسعى بِرِسالاتي أَبصَرتُهُ يَوماً فَساءَلتُهُ

أَذَّنَ مُجتازاً بِنا بِالصَلاة وَغارَتِ الأَنجُمُ مُستَوسِقات وَاِبتَسَمَ الصُبحُ وَأَبدى لَنا

يا ذا الَّذي أَنكَرَني طَرفُهُ إِذ ذابَ جِسمي وَعَلاني شُحوب ما مَسَّني ضُرٌّ وَلَكِنَّني

أَميرَتي لا تَغفِري ذَنبي فَإِنَّ ذَنبي شِدَّةُ الحُبِّ يا لَيتَني كُنتُ أَنا المُبتَلى

أَلبَسَهُ الشَوقُ تَباريحَهُ فَعِندَهُ هَمٌّ وَتَعذيبُ وَأَوقَدَ الشَوقُ عَلى قَلبِهِ

وَجاهِلٍ لَم يَذُقِ الحُبّا لَحى مُحِبّاً دَنِفاً صَبّا لَو ذاقَ لَوعاتِ الهَوى لَم يَكُن

لَو لَم تَكُن دارُكِ شَرقيَّةً لَم أَستَطِب ريحَ نَسيمِ الجَنوب ريحٌ إِذا هَبَّت تَنَسَّمتُها

كُنتُ وَلَم أَعرِفكِ في غِبطَةٍ بَينَ جِنانٍ وَمياهٍ عِذاب أَخرَجتِني مِنها وَأَعقَبتِني