بحر الطويل

لَقَدْ طَالَ عَهْدِي بِالشَّبَابِ وَإِنَّهُ لأَدْعَى لِشَوْقِي أَنْ يَطُولَ بِهِ عَهْدِي تَبِيتُ عُيُونٌ بِالْكَرَى مُطْمَئِنَّةً

أَرَى نَفْحَةً دَلَّتْ عَلَى كَبِدِي الْوَجْدَا فَمَنْ كَانَ بِالْمِقْيَاسِ أَقْرَبَكُمُ عَهْدَا مَلاعِبُ آرامٍ وَمَجْرَى…

خَلِيلَيَّ هَلْ طَالَ الدُّجَى أَمْ تَقَيَّدَتْ كَوَاكِبُهُ أَمْ ضَلَّ عَنْ نَهْجِهِ الْغَدُ أَبِيتُ حَزِيناً فِي سَرَنْدِيبَ…

تَرَحَّلَ مِنْ وَادِي الأَرَاكَةِ بِالْوَجْدِ فَبَاتَ سَقِيماً لا يُعِيدُ وَلا يُبْدِي سَقِيماً تَظَلُّ الْعَائِدَاتُ حَوَانِياً

أَرَاكَ الْحِمَى شَوْقِي إِلَيْكَ شَدِيدُ وصَبْرِي وَنَوْمِي في هَوَاكَ شَريدُ مَضَى زَمَنٌ لَمْ يَأْتِنِي عَنْكَ قَادِمٌ

تَوَلَّى الصِّبَا عَنِّي فَكَيْفَ أُعِيدُهُ وَقَدْ سَارَ فِي وادِي الْفَنَاءِ بَرِيدُهُ أُحَاوِلُ مِنْهُ رَجْعَةً بَعْدَ ما مَضَى

سَرَى الْبَرْقُ مِصْرِيَّاً فَأَرَّقَنِي وَحْدِي وَأَذْكَرَنِي ما لَسْتُ أَنْسَاهُ مِنْ عَهْدِ فَيَا بَرْقُ حَدِّثْنِي وَأَنْتَ…

هُوَ الْبَيْنُ حَتَّى لا سَلامٌ وَلا رَدُّ وَلا نَظْرَةٌ يَقْضِي بِهَا حَقَّهُ الْوَجْدُ لَقَدْ نَعَبَ الْوَابُورُ بِالْبَيْنِ…

رَضِيتُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا لا أَوَدُّهُ وَأَيُّ امْرِئٍ يَقْوَى عَلَى الدَّهْرِ زَنْدُهُ أَحَاوِلُ وَصْلاً والصُّدُودُ…

تقلّبني الأفكار شرقاً ومغرباً على أنني لم أنتقل من مكانيا كما يذهب الظل اليمينَ ويسرةً