بحر الطويل

هَنِيئاً لِرَيَّا ما تَضُمُّ الْجَوَانِحُ وَإِنْ طَوَّحَتْ بِي في هَواهَا الطَّوائِحُ فَتاةٌ لَهَا فِي مَنْصِبِ الْحُسْنِ سُورَةٌ

أَلا قُلْ لِقَوْمٍ شَامِتِينَ تَرَبَّصوا تَهَزُّمَ شَرٍّ بِالْمَنِيَّة كارِثِ أَرَى سِتْرَ خَطْبٍ قَدْ تَرَفَّعَ وانْبَرَتْ

إِلَى اللهِ أَشْكُو أَنَّنِي بَيْنَ مَعْشَرٍ سَواءٌ لَدَيْهِمْ طَيِّبٌ وَخَبِيثُ لَهُمْ أَلْسُنٌ إِنْ رُمْنَ أَمْراً بَلَغْنَهُ

رَأَيْتُ بِصَحْراءِ الْقَرافَةِ نِسْوَةً نَوَازِعَ لا يَأْوِينَ حُزْنَاً إِلَى بَيْتِ يَنُحْنَ عَلى مَيْتٍ سَيَتْبَعْنَ إِثْرَهُ

لا تُعَاشِرْ ما عِشْتَ أَحْمَقَ واعْلَمْ أَنَّهُ فِي الوُجُودِ حَيُّ كَمَيْتِ لَيْسَ بَيْنَ الْجُنونِ وَالْحُمْقِ إِلَّا

أَلا يَا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ وَغُصْنُكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنُوحُ غَدَوْتَ سَلِيماً فِي نَعِيمٍ وَغِبْطَةٍ

أُعَزِّيكَ لا أَنِّي أَظُنُّكَ جَازِعاً لِخَطْبٍ وَلَكِنِّي عَمَدْتُ لِوَاجِبِ وَكَيْفَ أُعَزِّي مَنْ فَرَى الدَّهْرَ خِبْرَةً

كَيْفَ أَهْجُوكَ والدَّنَاءَةُ سُورٌ مِنْ حَدِيدٍ يَقِيكَ طَعْنِي وَضَرْبِي لَكَ عِرْضٌ أَرَقُّ نَسْجَاً مِنَ الرِّي

وَذِي جَبَرُوتٍ لا يَرَى غَيْرَ نَفْسِهِ عَظِيماً وَلا يُصْغِي إِلى قَوْل مُصْحِبِ نَظَرْتُ إِلَيْهِ نَظْرَةً فَتَطامَنَتْ

أَرَى كُلَّ حَيٍّ يَظْلِمُ الدَّهْرَ جُهْدَهُ وَلَسْتُ أَرَى لِلدَّهْرِ فِي عَمَلٍ ذَنْبَا إِذا سَاءَ صُنْعُ الْمَرْءِ سَاءَتْ…