بحر الطويل

وَمِن عَجَبٍ قَد قَلَّدوكَ مُهَنَّداً وَفي كُلِّ لَحظٍ مِنكَ سَيفٌ مُهَنَّدُ إِذا أَنتَ قَد جَرَّدتَهُ أَو غَمَدتَهُ

مُنىً نِلتَها يا لابِسَ المَجدِ مُعلَماً أَديناً وَدُنيا زادَكَ اللَهُ أَنعُما فَلِلَّهِ ما أَبهاكَ في مِصرَ حالِياً

تَراءى لَكَ الإِقبالُ حَتّى شَهِدناهُ وَدانَ لَكَ المِقدارُ حَتّى أَمِنّاهُ سُلَيمانُ ذَكَّرتَ الزَمانَ وَأَهلَهُ

أَهَنّيكَ أَم أَشكو فِراقَكَ قائِلاً أَيا لَيتَني كُنتُ السَجينَ المُصَفَّدا فَلَو كُنتَ في عَهدِ اِبنِ يَعقوبَ لَم يَقُل

قَصَرتُ عَلَيكَ العُمرَ وَهوَ قَصيرُ وَغالَبتُ فيكَ الشَوقَ وَهوَ قَديرُ وَأَنشَأتُ في صَدري لِحُسنِكَ دَولَةً

صَدَفتُ عَنِ الأَهواءِ وَالحُرُّ يَصدِفُ وَأَنصَفتُ مِن نَفسي وَذو اللُبِّ يُنصِفُ صَحِبتُ الهُدى عِشرينَ يَوماً وَلَيلَةً

لَمَحتُ جَلالَ العيدِ وَالقَومُ هُيَّبُ فَعَلَّمَني آيَ العُلا كَيفَ تُكتَبُ وَمَثَّلَ لي عَرشَ الخِلافَةِ خاطِري

تَعَمَّدتُ قَتلي في الهَوى وَتَعَمَّدا فَما أَثِمَت عَيني وَلا لَحظُهُ اِعتَدى كِلانا لَهُ عُذرٌ فَعُذري شَبيبَتي

مَطالِعُ سَعدٍ أَم مَطالِعُ أَقمارِ تَجَلَّت بِهَذا العيدِ أَم تِلكَ أَشعاري إِلى سُدَّةِ العَبّاسِ وَجَّهتُ مِدحَتي

بَلَغتُكَ لَم أَنسُب وَلَم أَتَغَزَّلِ وَلَمّا أَقِف بَينَ الهَوى وَالتَذَلُّلِ وَلَمّا أَصِف كَأساً وَلَم أَبكِ مَنزِلاً