بحر الطويل

تَبَدّى عِذارُ الحبِّ وَالبدرُ وَجههُ لَقَد شَفَّ كَالمرآةِ لَم أَرَ أمثالَهْ وَفيهِ عُيون العاشِقينَ تَصَوّرت

نَسيمُ الصّبا مَرَّت بِأَذيالِ فاتني تُحرِّكها بِاللُّطفِ تَقصِد إقبالَهْ فَهَذا مَليكُ الحُسنِ يا قومِ فَاِنظُروا

تَحَجَّب عَن عَيني فَزادَ بِيَ الجَوى وَضاقَت بِيَ الدُّنيا وَزادَ التحيُّرُ وَلَكِن بِشَمسِ الأُفقِ دامَ تَذكُّري

جَرى مَدمَعي وَاِعوَجَّ كالسَّيفِ مُصلتاً عَلى الخدِّ وَاِشتَدَّت بِقَلبي لَظى الوَجدِ وَذَلكَ سَيفُ اللّحظِ مِن طرفِ فاتِني

وَلا تودِعِ السرَّ المَصونَ عَنِ الوَرى لِغَيرِ شَقيقٍ فَهوَ في كَتمِهِ أَحرى فَقَد جَعلَ الوردُ الشقيقَ شَقيقَه

سَقاها بِلا ضرٍّ بِغَيثٍ هَطولِ سَحاب الحَيا مِن أَربُعٍ وَطلولِ سَقاها وَلَو لَم يطف ناراً بِمُهجتي

عَلَيك بِكَتمِ السرِّ وَاِحذَر ظُهورَهُ فَمِنهُ الّذي إِفشاؤُهُ لَكَ قاتِلُ فَلَو لَم يَبُح وَردُ الرّياضِ بِسرّهِ

يُطالِعُ في لَوحِ الجَمالِ مَحاسناً قَدِ اِنتَقَشت فيهِ أَجلّ اِنتِقاشِ وَرَقّت حَواشيهِ عَلى شَرحِ حُسنِهِ

وَشَت خَدّها بِالياسَمين تَزيّناً فَأَمسَكَهُ وَالخدُّ وَاللَّه عَندمُ وَمِن عادَةِ الكافورِ إِمساكُهُ الدّما

مُهَفهَفُ القدِّ تزري الشّمس طَلعَتُهُ بِحُسنِها مهجُ العشّاقِ يستلبُ فَقُلت صِلني فَفي قَلبي لَظى اِستَعَرت