بحر الطويل

يا كامِلَ الحُسن لَم توجد مَحاسِنه في مَن سِواهُ فَسُبحانَ الَّذي خَلَقا أَنعِمْ بِوَصْلي فَإِنَّ الهَجرَ أَتلَفَني

وَذي مَحاسن في لَألاءِ وَجنَتِهِ خالٌ بِهِ شعرات مِثل لاماتِ قَلبي إِلى خَدِّه إِذ طارَ أَحرَقهُ

وَناعورة دارَت فَدرت نَظيرها وَقَد هاجَ بي وَجدي وَزادَ بِيَ الجَوى وَإِنّي لَقَد أَشبهتها غَيرَ أَنّها

وَمَكسورة الأَجفانِ وَطفي تَكَحّلت بِكُحلٍ غَدا كَالسّحرِ تَحويهِ بابلُ وَما كُحلُها مِن زينَةٍ غيرَ أَنّهُ

وَقاضٍ تَولّى الشّرع وَالشّرعُ عَينُهُ بِها يَظهرُ الحقُّ المُبين وَيَسطعُ وَلَمّا عَلى الثلثينِ مِنهُ قَدِ اِنطَوى

وَظَبي مِنَ الأَتراكِ قانَ مَحاسن لَدَيهِ حَياتي إِنْ يُردْ وَمَماتي فَبَين العُيونِ السودِ مَوتي أَحمَر

نَظَرتُ إِليها فَاِستَحلَّت بنظرةٍ حِجايَ كَذا روحي وَطابَ لَها السلبُ وَسَلّت سُيوف اللَّحظِ إِذ سَفَكت بها

وَأَغيد خالٍ مِن عِذارٍ وَعارِضٍ وَوَجنَتُه المِرآةُ تزري النّضارا فَمَن قَد رَآها شامَ أَهدابَ عَينِهِ

بَدا عِندَ صدغَيهِ لَطيفُ عِذارِهِ فَزِدتُ غَراماً لَم يَدَع بيَ مِن رَمَقْ لَظى خَدِّهِ الزّاهي عَلى وَردِهِ ذَكَت

أَيا رَبَّة الطَّرفِ الّذي مِن سِهامِهِ يَذوبُ فُؤادي ثمَّ تَبقى النّصولُ ويا رَبَّةَ الثَّغرِ الشّهيِّ كَلامه