بحر الطويل

تَرامى شُعاعُ الشّمسِ عَنها نِيابَةً عَلى رِجلِ بَدرِ الحسنِ كلا وَقَبّلا تَرجّاه في عَفوٍ لَها عَن قُصورِها

رَأَيتُ شُعاعَ الشّمسِ قَبّل رِجلَهُ وَأَكثَرَ لِلتّعظيمِ فيها اِلتِثاما فَشَمسُ الضّحى لَم تَستَطِع مِن سَمائِها

ظَبيٌ لِقَتلي سَلَّ صارِمَ لَحظِهِ فَصرعتُ مِنهُ وَإِنّني لَقتيلُ فَبَكى فَشِمت الدّمعَ بَينَ جُفونِهِ

لِحَلّاقِهِ إِذ جاءَ يَحلِقُ رَأسَهُ أَشرت لَهُ كُنْ بِالحَبيبِ رَحيما وَلا تُرِهِ المِرآة ينظرُ وَجههُ

طَلَعت كَشَمسِ الأُفق غَيرَ مُحجّبٍ وَصِرتَ مُضيئاً كلَّ شَرقٍ وَمغربِ وَسارَت بِكَ العَلياءُ في كلِّ مَذهَب

أَتَتكَ عَلى المَجد بِنتٌ سَعيدَةٌ وَأَنبَتها مَولايَ في أَحسَنِ النّبتِ وَإِذ حَصَلَ التّبكيرُ فيها فَإِنّها

نَبِيّ جَمالٍ قَد دَعانا لِحُبِّهِ وَقَد سَلَّ سَيفَ اللّحظِ متّ مِنَ الخَوفِ وَصَيّرَ سَلبَ العَقلِ وَاللبِّ آيَةً

دَخلتُ إِلى صَيدا بِشَهرِ صِيامنا وَكُلٌّ بِهِ مِن شِدَّةِ الحرِّ مَجنونُ فَقُلتُ هِلالُ الشَّهرِ مَن ذا لَهُ رَأى

لَماهُ لظَى الأَحشاءِ لا شَكَّ مُطفِئ وَإِنّ حَياتي وَصلهُ وَاِقتِرابُهُ وَلَو أَنّ ماءَ الأَرضِ فاضَ جَميعهُ

وَعاتَبتُها بِاللّطفِ في طولِ هَجرِها وَقَد أَنعَمت بَعدَ البعادِ بِزَورَتي وَجَبهَتها الغرّا عَلَيها