بحر الطويل

أَيَلا لائِمي جَهلاً عَلى العِشقِ وَالهَوى وَصَومي عَنِ السّلوى بِنصّ وَتَعريضِ فَأَيّامُه بِيضٌ أَدَمتُ صِيامَها

إِذا المَرءُ لَم يَدنُس مِنَ اللّؤمِ عِرضُهُ فَذاكَ كَريمُ النّفسِ وَهوَ أَصيلُ وَإِن لَبِسَ الأَطمارَ وَالعِرضُ أَبيَضٌ

وَساقٍ هُوَ الشّمسُ المُضيئَةُ في الضّحى مَساءً يُعاطي الكأسَ ثمّ صَباحا فَقدمَ لي بكراً لَها الكرمُ والدٌ

بِروحي مُحيّاها وَفي وَسطِهِ غَدَت سَوالِفها تَبدو لِسلبِ النّفوس فَجَبهَتها شَمسٌ وفي كُلِّ وَجنةٍ

وَطائيّة غازَلتها بِتَلطُّفٍ وَمِن فَوقِنا مِن حُسنِها اِمتَدَّ فيُّ فَقُلتُ لَها أَيّ الشّعوبِ مقدّمٌ

قَنِعتُ بِأَنّي كلَّ عامٍ أَزورُها وَما كانَ في العشّاقِ مِثلي وَلا شبهي وَلَو كلّ حينٍ صارَ لي وَجهُ زَورَةٍ

مَحاسِن حبّي مَن رَآها اِهتَوى بها وَعَنها عَذولي لِلمَلامِ تَعامى لَحاني وَبي يَشتَدُّ حرّ الهَوى عَلى

نَعم ثارَ بِالمُضنى المَشوق غَرامُهُ وَجَدَّ بِهِ في الشَّوقِ وَجداً هيامُهُ وَشَبَّت بِهِ نارُ الصّبابَةِ وَالهَوى

كَريمٌ مُضاهيهِ عَديمٌ وُجوده كَأَن لَم يَكُن قبلُ الكرامُ الأماجدُ وَما كُنت في مَدحي لَهُ الدّهرَ واحِداً

وَأَوقَعتُ تَقبيلي بِوَسطِ خُدودِها وَأَجريتُ تَقبيلي عَلى ذَلك النّمط فَقالَت لِمَ التّقبيلُ في وَسطِ وَجنَتي