بحر الطويل

وَإِنّي غَنيّ النّفسِ أَرضَى بِفاقَةٍ وَإِنّ الرّضا فيها مِنَ المَجدِ وَالعزِّ كَنَزتُ لِعزِّ النّفسِ كُلَّ قَناعَةٍ

كَنَزت دِماءَ القَلبِ في القَلبِ حافظاً لِعلمي يَكونُ القَلبُ بِالحفظِ مَنعوتا فَتَحتُ لَهُ باباً عُيوني لَدى النور

تَدوسُ شَديدَ الدّوسِ في التُّربِ واطِئاً وَمِنكَ بِتيهِ العجبِ يَشمَخُ معطسُ رُوَيدَك ما هَذي بِتربٍ وَإِنَّما

وَيا زَهرَةً مِن نَرجسٍ شمتها زَهت وَقَد نَفَحت في الرّوضِ أَعطَرَ نَفحةِ فَأَصْفرُها مِن فَوقِ أَبيَضها إذا

شَرِبتُ سُلافَ العِشقِ في صَبوتي صِرفا وَلَستُ أَرى في العِشقِ عَن سَكرَتي صَرفا أَدَمتُ بِها سُكري أُواصِلُ رَشفَها

بِروحي عِذارُ الحِبِّ دارَ بِوَجهِهِ فَخِلتُ ظَلامَ اللّيلِ قَد دارَ بالضحِّ فَقَد قامَ بَينَ الوجهِ وَالجيدِ حاجزاً

قَدِمتَ عِليَّ المَجدِ في حُسنِ مَوكِبٍ بِهِ تُضرَبُ الأَمثالُ بَينَ المَواكِبِ فَكُنتَ كَبدرٍ سارَ بَينَ كَواكِبٍ

رَآني عَدوِّي فَاِنفَعلت وَقَد بَدا تَغيّرُ وَجهي حينَما لي قَدِ اِعتَرَض أَتاني وَقَد أَبدى الصّداقةَ شامِتاً

بَدا البدرُ في الظَّلماءِ وَالحِبُّ زائِري وَطَرفي وطرف الحِبِّ لَيسَ بِغامِضِ فَقُلتُ لَهُ ما أَجهل البدرَ إِذ بَدا

مَديحِيَ مَن يُهجَى وَلَم يَكُ أَهلَه فَذاكَ لَعينُ الهَجوِ فيهِ تَحَوَّلا كَأَرضٍ بِها البطّيخُ لَو قَد زَرعته