بحر الطويل

وَرُبَّ جِدارٍ قَد بَناهُ أَميرُنا مُحَمّد النَّدبُ الشريفُ طبائعا فَجاءَ مَتيناً وَهوَ كالطّودِ راسخٌ

أَلا إِنَّ شَمسَ الدّين شَمسُ مَعارفٍ بِأَسمى سَماءِ الفَهمِ والحِذق تظهرُ إِياسُ الذّكا قاضي القُضاةِ بِجِلَّقٍ

سَلامٌ يَفوقُ الرّوضَ فيه الأزاهرُ ويُزري بعِقد الدّرِّ فيه الجواهرُ سَلامٌ يُحاكي المِسكَ عَرفاً وَنَفحَةً

سَلامٌ هُوَ المِسكُ الشذيّ شذاؤُهُ تَطيبُ بِهِ الأكوانُ مِن كُلِّ جانِبِ إِذا فاحَ مِنهُ النّفحُ في أَهلِ مَشرِقٍ

وَلا يَفتَخِرْ مَن قَد خَلا مِن مَكارِمٍ بِمَعروفِ آباءٍ وأصْلٍ عليِّ فَإِنَّ اِفتِخارَ المَرءِ في فعلِ غَيرِهِ

أَرى زَمَني كَالصَّيفِ قد زادَ حَرُّهُ وكلُّ الخبايا فيه من حُجره بُزْغُ فَما أَهلهُ إِلّا الذّئابُ وَعَقربٌ

تَقلَّدَ بِالبيضِ المَواضي وَسَلَّها وَهَزَّ قُوامَ السُّمر والسُّمر ميّالَهْ وَقَد ظَنّ حبَّ البيضِ والسّمرِ مُنْجِياً

سَلِ الصبَّ ذا الأَشجانِ ماذا بِها أَلفى وَهَل قَطعَ الإِبعادُ أحشاءَهُ أَلفا يَهيمُ عَلى الأَبعادِ وَلْهانَ واجِداً

هَلُمَّ وَلا تُحجِمْ وَسِر وَتَقدَّم تُشاهِدْ مِنَ المَعروفِ كلَّ تكرُّمِ وَجِدَّ عَلى مَتنِ العَزيمَةِ قاصِداً

مِن أَهلِ بَيتٍ طَرِبوا في الوَرى واللَّهُ عَنهُم أَذهَبَ الرّجسا وَفاقَ بِالنّظمِ عَلى يَعربٍ