بحر الطويل

وَمَنْ يَزرَعِ المَعروفَ يَجْنِ بِهِ الثّنا ولا يَغرسُ المعروفَ إِلّا اِبنُ ماجِدِ ثَناءٌ حَميدٌ خَيرُ ما اِكتَسَبَ الفَتى

وَأَعلمُ علمَ الشّعرِ في حُسْن رَونقٍ وَلَكِنْ لَهُ مِن حَقِّه كُنتُ أَمنَعُ عَلِمتُ وَلَم أَعمَل بِه فَلأَنّني

أَرى هَذِهِ الدُّنيا مِنَ الإِنسِ ما بِها سِوى جاهِلٍ عاتٍ لَئيمٍ وَعابِثِ فَهل زالَ جِنسُ الإِنسِ مِنها فلا يُرى

مَنَنتُم بِما جُدتُم فَلا كانَ جُودكمُ وَلا كانَ مَن جُدتُم عَلَيهِ لَكُم يَهوى سَلاكُم فَما أَحلى وَأَحرى سُلُوَّه

رَأَيتُ أَخا جاهٍ فَلُذْتُ بِجاهِهِ فَكانَ لِسَهمِ السوءِ فيَّ نفاذُ فَلا تَستَجِرْ إِلّا بِخِدْنِ مُروءَةٍ

ولا بِدْعَ لِلبَلوى بِأَنْ تَحضنَ الفَتى نعم عَجبَ مِنهُ التبرُّمُ وَالشّكوى إِذا كانَ أَصلُ المَرءِ مِن طينِ شِدَّةٍ

نَسيمُ الصَّبا اِعتلَّتْ وَكانَت صَحيحَةً وَلا بِدْعَ لَو صارَ النّسيمُ عَليلا فَقَد مَرَّ بي صُبحاً وجسمي ناحلٌ

وَإِنَّ اِقتِرانَ الجِنسِ في غَيرِ جِنسهِ عَذابٌ أَليمٌ عِندَ ذي العِلمِ والعَقلِ وَما غايَةُ التعذيبِ عِندي وكنْهُه

وَكُنْ رَجُلاً في النّاسِ باطِنُهُ يُرى كَظاهِرِهِ حَتّى تُعدَّ نَبيها وَإِنْ تَختَلِفْ في ذاكَ كُنتَ مُنافِقاً

أَلا كُلُّ شَيءٍ غيرَ ربّكَ زائلٌ وكلٌّ سوى الباقي خَدينُ فناءِ ألَم ترَ هذا القبرَ قد ضمّ دُرّةً