بحر الطويل

وَمُحصِيَةٍ أَعمارَنا كُلَما اِنقَضَت لَنا ساعَةٌ دَقَت لَها جَرَسَ الحُزنِ فَيا بنتَ هَذا الدَهرِ سِرتِ مَسيرَهُ

حياةٌ أَسرَّ العَيش فيها مَذمَّم وَناسٌ بِها قَلبُ الخليِّ متيَّمُ سَقَت كُلَّ قَلبِ كُلّ يَومٍ مَشارِباً

أَيا لَيلَةً بِالأُنسِ راقَت كُؤوسُها فَنالَت بِها الأَلبابُ أَطيَبَ مَرشَفِ رَوى حُسنَها عَن يوسُفِ الحسنِ وَاِغتَدى

تصبَّر وَإِن لَم تَملكِ الصَبرَ فَاِجزَعِ فَما أَغفل الأَقدار عَن صَوبِ مَدمعِ يَهمُّ اللَيالي ما تَثيرُ وَقَلَّما

زَمانَ الحِمى هَل مِن مَعاد فنطمَعا وَنُمسكُ أَكباداً تَذوبُ وَأَضلُعا وَيا مَنزلُ الأَحبابِ هَل فيكَ وَقفَةٌ

وَعودٍ صَفا النَدمانُ قِدماً بِظلِّهِ وَما بَرِحَت تَصفو لَديهِ المَجالسُ تَعشَّقهُ طَيرُ الأَراكةِ أَخضَراً

تَعَجَّبَ قَومٌ مِن تَأخِّرِ حالِنا وَلا عَجَبٌ في حالِنا إِن تَأَخَّرا فَمُذ أَصبَحَت أَذنابُنا وَهيَ أَرؤُسٌ

أَتَتنا وَجنحُ اللَيلِ مُنسَدِلُ السَّترِ فَأغنى سَناها الطَّرفَ عَن طَلعةِ البَدرِ رَواحٌ غَدَتْ قَيدَ العُيون بِحُسنِها

كل الأَمر من الَّذي مَلَكَ الأَمرا وَصابر عَلَيهِ ما اِستَطَعتَ لَهُ صَبرا عَلى مِثلِ ما تَشكو الحَياة وَإِنَّما

لَقَد شَغَلتَني دونَ شُكرِكُم البُشرى فَلا تُنكِروا إِن كُنتُ لَم أُجملِ الشُّكرا فَما أَحسَنَتْ حَقَّ الوَفاءِ مسرّتي