بحر الطويل

على صورتي قد لاحَ صدقُ ودادي ورُوحي بها كالجمرِ تحتَ رمادِ وإنّ الذي للذكرِ يحفظُ صورتي

عيادةُ ذاتِ اللطفٍ نحسبُها فرضا فما هي إلا نجمةٌ زارتِ الأرضا على جهدِ ما نلقى أتينا نعودُها

وقفتُ على قبرِ الحبيبِ مسلِّما فأطرَبني طيرٌ عليهِ ترنَّما فقلتُ له هَل أنتَ بالموتِ ساخرٌ

تولّى شبابي والشبابُ هو الشرخُ ولم يكُ لي من طيبه النفحُ والضمخُ ذوى الحبُّ في قلبي لعشرينَ حجةً

أرى أبداً قلبي الجريءَ جريحا وجَفني من السّهدِ الطويلِ قريحا وأهواءُ نفسي عندَ ثورَتِها لها

كفى الحرَّ أن يشقى وأن يتألما وأضلاعه في الذل قاطرةٌ دَما إذا قال لي وغدٌ عليكَ تفَضُّلي

أدنتي لماذا قلتَ شرُّ بلاءِ على المرءِ ذكرُ السَّعدِ يومَ شقاءِ ذكرتَ نعيمَ الحبِّ في شقوةِ النَّوى

أبى الحبُّ إلا أن يُذَلَّ بنوهُ وفي جَهلِهم ذمُّوهُ أو مَدَحوهُ فجاؤوا بشكواهم وقالوا مَشُورَةً

توالت ليالي الحبّ وهي سراعُ وما الوَصلُ إلا رؤيةٌ وسماعُ وكنتُ أُمنِّي النفسَ حتى إذا انقَضَت

تنامينَ في أثوابك العَطِراتِ كعصفورةٍ نامت على زَهَراتِ يعزُّ علينا أن تموتي صبيَّةً