بحر الطويل

لِصَوتِكِ في قلبي دَويٌّ ورنّاتُ كما ردَّدَت صوتَ البلابلِ جنّاتُ على المزهَرِ الشاكي وأنشودةِ الهوى

تعالي فأحييني بفنجانِ قهوةِ إذا الصبحُ حيّا من نوافذِ غرفةِ وأيقظني الدِّيكُ الفخورُ بفيقهِ

أخوكَ فتى يهوَى الشَّرابَ على الدّجنِ فباتَ على سهدٍ وبُتَّ على أمنِ فقُم نصطَبح قبلَ الصَّباحِ وقُل معي

أدر خَمرةً ما بينَ همٍّ وتفليسِ تفُز كسُليمانَ الحكيمِ ببَلقيسِ فما الأُنسُ إلا من حميّا مدامةٍ

طَربتُ لرؤيا أشرَقت فاضمحلَّتِ وقلبي لها طورٌ عليهِ تجلّتِ فما زلتُ أهوى خلوةً وسكينةً

تقولُ إذا مرّت وقلبي لها تلوُ ملأنا الورى حبّاً فايُّ فتى خلوُ عَلت فتعالت كلُّ نفسٍ بحبِّها

جمانةُ لاقَتني بسمطِ جمانِ وفي ثغرِها منهُ عَددت ثماني فقالت ترى أيُّ الجمانِ مفضَّلٌ

طلعتِ من القدّاسِ مثلَ الملائكِ وأنتِ ضحوكٌ للعذارى الضواحكِ فأصبَحتُ مدهوشاً على باب بيعةٍ

إذا حدَّثتني والكلامُ جفونُ أقولُ لها إنَّ الحديثَ شجونُ وإن نظرت يوماً إليّ وحدَّقت

أمِن قَتلهِ العشَّاقَ خصرُكِ ناحلُ كأنَّ عليهِ دمعَ من هو راحلُ يُعذِّبهُ ردفٌ كنخسِ ضميرنا