بحر الطويل

أرى الصبَّ لا يرضى بنصحِ نُهاتهِ إذا كان غيرُ اللّومِ عندكِ هاتهِ هو القلبُ في الآلامِ يطلبُ لذَّةً

هَلِ الكوكبُ السيّارُ كالقلبِ يعشقُ فإني أراهُ فوقَ مغناكِ يخفُقُ تألَّقَ في الليلِ البهيمِ كأنهُ

لقد حُرمَت عينايَ مرأى جمالِكِ فلا تحرميني زَورةً من خَيالِكِ نعمتُ زماناً بالوصالِ ولم أزل

زَفرتُ لضمِّ الخودِ بعدَ تلهُّفي كذلك صوتُ الجمرِ في الماءِ ينطفي وقبَّلتُها حتى نَثرتُ دُموعَها

حَلمتُ بأنّي في الرياضِ أسيرُ وحَولي وفوقي مزهرٌ ونضيرُ وللبدرِ أنوارٌ كخيطانِ فضَّةٍ

قد اجتَمعت فيكِ المحاسنُ يا جملُ فهانَ علينا في محَبَّتِكِ القَتلُ فما أنتِ إِلا صورةُ الوطن الذي

إذا افترَّ ثغرُ الخودِ أو طرفُها رَنا تطايرَ قَلبي من هُناكَ ومن هُنا كما سَرَحَت في حقلِ لبنانَ نحلةٌ

تذكَّرتُ ليلاً في الخميلةِ مُقمِرا ورَبعاً بأنفاسِ الملاحِ تعطَّرا فكادت تذيبُ القلبَ ذكرى مليحةٍ

سُعَادُ أعيدي لي كلاماً مرخَّما فيا حبّذا الصوتُ الذي حَبَّبَ الفَما لِصَوتكِ رنّاتٌ كأوتار مُطربِ

ببابِ المصلَّى قد رأيتُ التي أهوى فكان لقلبي عِندَ ذاكَ الهوى مَهوى مُسربلةٌ في العيدِ حلَّةَ مخملٍ