بحر الطويل

تَذارَعنَ بِالأَيدي مِنَ الغَورِ بَعدَما تَقَدَّمَ عِرنينٌ مِنَ اللَيلِ مائِلُ فَما عَمَّمَتها الشَمسُ حَتّى رَأَيتُها

حَبيبِيَ ما أَزرى بِحُبِّكَ في الحَشا وَلا غَضَّ عِندي مِنكَ أَنَّكَ أَعجَمُ وَعابَكَ عِندي العائِباتُ ظَوالِماً

تَذَكَّرتُ بَينَ المَأزِمَينِ إِلى مِنىً غَزالاً رَمى قَلبي وَراحَ سَليما لَئِن كُنتُ أَستَحلي مَواقِعَ نَبلِهِ

وَمُعتَرَكٍ لِلوَصلِ يُجلى عَجاجُهُ بِبَطحاءَ قَومٍ عَن قَتيلٍ وَقاتِلِ وَأَكثَرُ ما يُلقى بِهِ غِبَّ نَومِهِ

أَلا حَيِّ ضَيفَ الشَيبِ إِنَّ طُروقَهُ رَسولُ الرَدى قُدّامَهُ وَدَليلُهُ وَقَد كانَ يُبكيني لِشِعري نُزولُهُ

أَلا فَاِسقِياني قَهوَةً ذَهَبِيِّةً فَقَد أَلبَسَ الآفاقَ جُنحُ الدُجى دَعَج كَأَنَّ الثُرَيّا وَالظَلامُ يَحُفُّها

وَصاحِبِ سوءٍ وَجهُهُ لِيَ أَوجُهٌ وَفي فَمِهِ طَبلٌ لِسِرِّيَ يَضرِبُ إِذا ما قَلى الإِخوانَ كانَ مَرارَةً

تُكَلِّفُني عُذرَ البَخيلِ وَلي مالُ مَلامَكَ لا يَذهَب بِكَ القيلُ وَالقالُ فَعِندَكَ إِكثاري إِذا كُنتُ مُكثِراً

سَلِ الهَضبَ ما بَينَ الهِضابِ الأَطاوِلِ مَتى ريعَ يَوماً قَبلَها بِالزَلازِلِ وَهَل خُضِدَت تِلكَ الرِماحُ لِغامِزٍ

وَقالوا أَسِغها إِنَّما هِيَ مَضغَةٌ بِفيكَ أَبا الغَيداقِ تُربٌ وَجَندَلُ صَدَفتُ بِوَجهي لا بِقَلبِيَ عَنكُمُ