بحر الطويل

أَلا ما لِقَلبٍ لا تُقَضّى حَوائِجُه وَوَجدٍ أَطارَ النَومَ بِاللَيلِ لاعِجُه وَداءٍ ثَوى بَينَ الجَوانِحِ وَالحَشا

أَيا فِتنَةً ما كُنتُ مُنتَظِراً لَها أَما لِقَتيلِ الهَجرِ بِالوَصلِ مِن بَعثِ طَلائِعُ شَوقي لا يَقُرُّ قَرارُها

ظَلَمتَ إِذا طالَبتَ شَيئاً وَقَد فاتا تُقابِلُ شيباً بِالخِضابِ وَهَيهاتا وَقالوا اِمرُؤٌ قَد شابَ وَاِبيَضَّ رَأسُهُ

أَعاذِلُ دَع لَومي وَهاكَ وَهاتِ هَلِ العَيشُ فَاِصدُق غَيرَ ذا بِحَياتي تَصَدَّق عَلى المِسكينِ مِنكَ بِقُبلَةٍ

أَيا عَينِ قَد أَشقَيتِني وَشَقيتِ أَحَقّاً رَأَيتِ المَوتَ ثُمَّ بَقيتِ وَيا نَفسِ إِنَّ العُذرَ لا شَكَّ ساعَةٌ

أَلا عَلِّلاني قَبلَ أَن يَأتِيَ المَوتُ وَيُبنى لِجُثماني بِدارِ البِلى بَيتُ أَلا عَلِّلاني كَم حَبيبٍ تَعَذَّرَت

رَأَت طالِعاً لِلشَيبِ أَغفَلتُ أَمرَهُ وَلَم تَتَعَهَّدهُ أَكُفُّ الخَواضِبِ فَقالَت أَشَيبٌ ما أَرى قُلتُشامَةٌ

أَيا نَفسِ قَد أَثقَلتِني بِذُنوبِ أَيا نَفسِ كُفِّ عَن هَواكِ وَتوبي وَكَيفَ التَصابي بَعدَما ذَهَبَ الصِبا

إِذا ما سَقى اللَهُ البَساتينَ كُلَّها سَجالَ سَحابٍ دائِمِ الوَكفِ مُنسَكِب فَأَعطَشَ بُستاني الإِلَهُ وَلا سَقى

أَلا رُبَّ يَومٍ لي قَصيرٍ نَهارُهُ كَسَلَّةِ سَيفٍ أَو كَرَجمَةِ كَوكَبِ نَعِمتُ بِهِ في فِتيَةٍ أَيِّ فِتيَةٍ