بحر الطويل

وَمِن دونِ ما أَبدَيتَ لي يَقتُلُ الفَتى وَيُمسي جَليدُ القَومِ وَهُوَ ضَعيفُ وَلَم أَدرِ أَنَّ البانِ يُغرَسُ في النَقا

أَيا رَبَّ لا تَقبَل صَلاةَ مَعاشِرٍ يَأُمُّهُمُ دَيرُ النُمَيرِيِّ رُكَّعا تَقَدَّمَ يَوماً لِلصَلاةِ فَخِلتُهُ

تَمَكَّنَ هَذا الدَهرُ مِمّا يَسوءُني وَلَجَّ فَما يَخلي صَفاتِيَ مِن قَرعِ وَأَبلَيتُ آمالي بِوَصلٍ يَكُدُّها

لَقَد لَطَفَ الرَحمَنُ بِاِبنَةِ قاسِمٍ وَدافَعَ عَنها بِالجَميلِ مِنَ الصُنعِ وَكانَ مِنَ الأَمرِ الَّذي كانَ فَاِنقَضى

أَأَسمَعُ ما قالَ الحَمامُ السَواجِعُ وَصايَحَ بَينٌ في ذُرى الأَيكِ واقِعُ مَنَعنا سَلامَ القَولِ وَهوَ مُحَلَّلٌ

وَأَنتَ الَّذي ذَلَّلتَ لِلناسِ جانِبي وَأَكثَرتَ أَحزانَ الفُؤادِ المُرَوَّعِ وَأَسقَيتَ عَيني رَيَّها مِن دُموعِها

وَغادَرَ مِنّي الدَهرُ عَضباً مُهَنَّداً يَفَلُّ شَبا خَصمي وَقَلباً مُشَيَّعا وَجوداً يَحُلُّ الكَفَّ عَن خَيرِ مالِها

عَليمٌ بِما تَحتَ الصُدورِ مِنَ الهَوى سَريعٌ بِكَرِّ اللَحظِ وَالقَلبُ جازِعُ وَيَجرَحُ أَحشائي بِعَينٍ مَريضَةٍ

نَهى الجَهلَ شَيبُ الرَأسِ بَعدَ نِزاعِ وَما كُلُّ ناهٍ ناصِحٍ بِمُطاعِ رَأَت أُقحُوانَ الشَيبِ لاحَ وَآذَنَت

أَلا تَرَيانِ البَرقِ ما هُوَ صانِعُ بِدَمعَةِ صَبٍّ شَفَّهُ النَأيُ وَالشَحطُ مِنَ اللَهِ سُقياهُ لِشُرٍّ وَجَودُهُ