بحر الطويل

هِيَ الدارُ إِلّا أَنَّها مِنهُمُ قَفرُ وَإِنّي بِها ثاوٍ وَإِنَّهُمُ سَفرُ حَبَستُ بِها لَحظي وَأَطلَقتُ عَبرَتي

أَيا وَيحَهُ ما ذَنبُهُ إِن تَذَكَّرا سَوالِفَ أَيّامٍ سَبَقنَ وَأَخَّرا وَسَكرَةَ عَيشٍ فارِغٍ مِن هُمومِهِ

نَؤومٌ عَلى غَيظِ الأَعادِ مُحَسَّدٌ لِأَعلى مَراقي العِزِّ تَسمو خَواطِرُه إِذا ما أَرادَ الحاسِدونَ مِنِ اِمرِئٍ

شَجَتكَ لِهِندٍ دِمنَةٌ وَدِيارُ خِلاءٌ كَما شاءَ الفِراقُ قِفارُ سَليني إِذا ما الحَربُ ثارَت بِأَهلِها

سَأُثني عَلى عَهدِ المَطيرَةِ وَالقَصرِ وَأَدعو لَها بِالساكِنينَ وَبِالقَطرِ خَليلَينَ لي إِنَّ الدَما تَرَيانِهِ

هُوَ الدَهرُ قَد جَرَّبتَهُ وَعَرَفتَهُ فَصَبراً عَلى مَكروهِهِ وَتَجَلُّدا وَما الناسُ إِلّا سابِقٌ ثُمَّ لاحِقٌ

تَعالَوا نَزُر قَبرَ السَماحَةِ وَالعُلى وَلا نَعتَذِر مِن دَمعِ عَينٍ عَلى خَدِّ لَقَد عِشتَ لَم يَعلَق بِعَقلِكَ ذامَةٌ

فَإِن تَسأَلاني فيمَ حُزني فَإِنَّهُ لِشَخصٍ ثَوى بَينَ القُبورِ فَقَيِّدِ وَما كُنتُ أَخشى أَن تُحَوِّلَ نَظرَتي

أَلَستَ تَرى مَوتَ العُلى وَالمَحامِدِ وَكَيفَ دَفَنّا الخَلقَ في قَبرِ واحِدِ وَلِلدَهرِ أَيّامٌ تُسيءُ عَواقِباً

رَوَينا فَما نَزدادُ يا رَبِّ مِن حَيّاً وَأَنتَ عَلى ما في النُفوسِ شَهيدُ سُقوفُ بُيوتي صِرنَ أَرضاً أَدوسُها