بحر الطويل

بَكى البَينَ قَبلي عاشِقون وَلا أَرى لِيَوم فُراق آخر الدَّهر باكِيا أُقيم مُقامَ الحَيّ حَتّى إِذا رمت

وَعَلّمتَني كَيفَ الهَوى وَجهلته وَعَلَّمكم صَبري عَلى ظُلمِكُم ظُلمِي وَأَعلَم ما لي عِندَكُم فَيَميل بي

لمن لا أَرى أعرضتُ عَن كُلّ من أَرى وَصِرتُ عَلى قَلبي رَقيباً لِقاتِلِه أدافعه عَن سَلوة وَأَرُدّه

إِنَّ الزَّمانَ وَما تَرى بِمفارقي صَرَفَ الغوايَة فانصرَفتُ كَريما وَصَحوتُ إِلّا من لقاء محدِّث

وَما لَبِسَ الأَقوامُ ثَوباً مِنَ الهَوى وَلا جَدَّدوا إِلّا الثِّيابَ الَّتي أُبلي وَلا شَرِبوا كَأساً مِن الحُب حُلوة

مَلامَكِ عَنّي جَلّ خَطبٌ فَأَوجَعا ذَريني وَما بي قَبل أَن يَتَصَدّعا أَلَم تَعلَمي أَنَّ المَلومَ معذَّب

وَلَم تدر يَوم البَين أَنّي وَأَنّها أَشَدّ اِكتِئاباً بِالفراقِ وَأَوجَع جَرَت عَبرَةٌ مِنها وَأذريتُ عَبرَة

قسيمان مِن قَلبي قسيمٌ لِحُبّها حِمىً وَقسيمٌ بَعده لِلخَواطِر فَباقٍ هَواها ما بَقيت وَزائِل

دَنَت بِأُناس عَن تَناءٍ زِيارَةٌ وَشَطّ بِلَيلى عَن دُنُوّ مَزارها وَإِنّ مُقيماتٍ بِمُنقَطَع اللّوى

وَعابَكِ أَقوام وَقالوا شَبيهَة بِبَدر الدُّجى حاشاكِ أَن تشبهي البَدرا لَئِن شَبَّهوكِ البَدر لَيلَة تمِّه