بحر الطويل

لَئِن كنتَ مَلهىً لِلعُيونِ وَقُرّة لَقَد صِرتَ حُزناً لِلقُلوبِ الصحائح وَهَوّن وَجدي أَنّ يَومك مُدرِكي

وَناجيتُ نَفسي بِالفُراقِ أَروضها فَقُلتُ رُوَيداً لا أَغَرّك من صَبري فَقُلتُ لَها فَالبَينُ وَالهَجر واحِد

وَلَستُ كباك مِن تِهامَةَ مَنزِلا فَلَمّا قَضى نَحبا أَحال عَلى نَجد بُكائي لِهِند حَيثُ حَلّت وَفي الَّذي

دُموع دَعاهنّ الهَوى فَأَجَبنه تحدَّرن شَتّى وَاِلتَقَين عَلى الخَدِّ تَكِلّ جُفون العَين عَن حَمل مائِها

وَقُلتُ لَهُم قُربٌ كَقُربي طاهِر صَدقتُ وَلكِنّي بِغَير الَّذي أُبدي أَراكَ بِقَلبي دونهم وَأَراهُم

أَلان إِذا قَرّت عُيون وَحُقّقت عَلى اليَأس آمال وَأُرغم كاشِحُ وَحدت يَد الأَيّام وَاِرتجع الهَوى

قدرتَ فَلَم تَضرُر عَدُوّاً بِقدرة وَسُمتَ بِه إِخوانَك الذُلَّ وَالرَغما وَكُنتَ مَليئاً بِالَّذي قَد يعافها

معوِّدتي الغفرانَ لِلذَّنب وَالرِّضى أَسَأتُ فُقولي قَد وَهبتُ لَكَ الذَّنبا فَما كانَ ما بُلّغتِ إِلّا تَكذّبا

إِذا المَرءُ أَثرى ثُم ضَنَّ بِرِفده فَدَعه صَريعَ اللُّؤم تَحتَ القَوائِم وَبَعض اِنتِقام المَرء يُزري بِعرضِه

دَعَوتُ لإِحدى النائِباتِ مُحَمَّدا فَأَعرض عَنّي جانِباً وَتجَرّما وَرُبّ اِمرئ نادَيتُ عِند مُلِمَّة