بحر الطويل

ثِقي بي فَإِنّي لِلأَمانَةِ مَوضِعٌ كَفى بي فَإِنّي بِالوَفاءِ كَفيلُ أَما لي إِلى تَسهيلِ ما قَد حَجَبتُم

عَلامَةُ كُلِّ اِثنَينِ بَينَهُما هَوىً عِتابُهُما في كُلِّ حَقٍّ وَباطِلِ لِسانُهُما حَربٌ وَسِلمٌ هَواهُما

ظَلومُ هَبي لي سُوءَ ظَنِّكِ وَاِعلَمي بِأَنَّ الَّذي بي مِنكِ عَنهُنَّ شاغِلُ مَتى لَيتَ شِعري نَلتَقي وَإِلى مَتى

صَحائِفُ عِندي لِلعِتابِ طَوَيتُها سَتُنشَرُ يَوماً وَالعِتابُ يَطولُ عِتابٌ لَعَمري لا بَنانٌ تَخُطُّهُ

وَيُقنِعُني مِمَّن أُحِبُّ كِتابُهُ وَيَمنَعُنيهِ إِنَّهُ لَبَخيلُ فَلا أَنا مَدفوعٌ إِلى العَذلِ في الهَوى

تَخَلَّصتُ مِمَّن لَم يَكُن ذا حَفيظَةٍ وَصِرتُ إِلى مَن لا يُغَيِّرُهُ حالُ فَإِن كانَ قَطعُ الخالِ لَمّا تَعَطَّفَت

تَذَكَّرتُ هَذا الشَهرَ في عامِنا الخالي وَكُنّا عَلى حالٍ سِوى هَذِهِ الحالِ لَعَلَّ الَّذي أَنسى ظَلومُ مَوَدَّتي

وَصَلتُ فَلَمّا لَم أَرَ الوَصلَ نافِعي وَقَرَّبتُ قُرباناً فَلَم يُتَقَبَّلِ بَلَوتُكِ بِالهِجرانِ عَمداً وَإِنَّني

يَقولونَ لي واصِل سِواها لَعَلَّها تَغارُ وَإِلّا كانَ في ذاكَ ما يُسَلي وَوَاللَهِ ما في القَلبِ مِثقالُ ذَرَّةٍ

أَلا ذَهَبَت فَوزٌ بِعَقلِ أَبي الفَضلِ وَما خِلتُ إِنساناً يَعيشُ بِلا عَقلِ إِلى اللَهِ أَشكو أَنَّ فَوزاً بَخيلَةٌ