بحر الطويل

فَهَذا بَديهٌ لا كَتَحبيرِ قائِلٍ إِذا ما أَرادَ القَولَ زَوَّرَهُ شَهرا

أَدَيسَمُ يا اِبنَ الذِئبِ مِن نَسلِ زارِعٍ أَتَروي هِجائي سادِراً غَيرَ مُقصِرِ

وَعَيَّرَني الأَعداءُ وَالعَيبُ فيهِمُ وَلَيسَ بِعارٍ أَن يُقالَ ضَريرُ إِذا أَبصَرَ المَرءُ المُروءَةَ وَالتُقى

سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها عَوارِيَ في أَجلادِها تَتَكَسَّرُ وَأَخلَيتِ مِنها مُخَّها فَتَرَكتِها

تَجالَلتُ عَن فِهرٍ وَعَن جارَتَي فِهرِ وَوَدَّعتُ نُعمى بِالسَلامِ وَبِالهَجرِ وَقالَت سُلَيمى فيكَ عَنّا تَثاقُلٌ

أَباهِلَ إِنّي حينَ لاحَ قَتيري وَما أَنا بِالفاني وَلا بِصَغيرِ أَباهِلَ قَد غَيَّبتُ عَنكُم لِتَشكُروا

صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَشابَ المُعَذَّرُ وَأَقصَرتُ إِلّا بَعضَ ما أَتَذكَّرُ وَما نِلتُها حَتّى تَولَّت شَبيبَتي

خَليلَيَّ عِفّا عَن سُهَيلِ بِنِ سالِمٍ إِذا غابَ وَاِنبَشّا إِلَيهِ إِذا ظَهَر وَلا تَطلُبا فَضلَ اِمرِئٍ في اِستِهِ حِرٌ

أَسِبوَيهِ يا اِبنَ الفارِسِيَّةِ ما الَّذي تَحَدَّثتَ عَن شَتمي وَما كُنتَ تَنبُذُ أَظَلتَ تُغَنّي سادِراً في مَساءَتي

وَإِنّي لَقادَتني إِلَيهِ مَوَدَّتي وَرَغبَتُهُ في الشُكرِ يَحويهِ وَالحَمدِ فَما جِئتُهُ حَتّى رَأَيتُ خَلايِقاً