بحر الطويل

نَأَتكَ عَلى طولِ التَجاوُرِ زَينَبُ وَما شَعَرَت أَنَّ النَوى سَوفَ تَصقُبُ كأَنَّ الَّذي غالَ الرَحيلُ رُقادَها

أَجارَتَنا لا تَجزَعي وَأَنيبي أَتاني مِنَ المَوتِ المُطِلِّ نَصيبي بُنَيِّي عَلى قَلبي وَعَيني كَأَنَّهُ

أَلا ما لِقَلبي لا يَزولُ عَنِ الهَوى وَقَد زَعَموا أَنَّ القُلوبَ تُقَلَّبُ أَصَفراءُ ما لي في المَدامَةِ سُلوَةٌ

خَليلَيَّ قوما فَاِعذِرا أَو تَعَتَّبا وَلا تَعذُلاني أَن أَلَذَّ وَأَطرَبا إِذا ذُكِرَت صَفراءُ أَذرَيتُ عَبرَةً

فَيا حَزَنا هَلّا بِنا كانَ ما بِهِ مِنَ الوُدِّ إِذ تَبكي عَلَيهِ قَرائِبُه وَمَمسوكَةٍ عَذراءَ يَحمِلُها فَتىً

أَحارِثَ عَلِّلني وَإِن كُنتُ مُسهَبا وَلا تَرجُ نَومي قَد أَجَدَّ لِيَذهَبا دَنا بَيتُ مَن أَهوى وَشَطَّ بِبَينِهِ

ذَهَبتَ وَلَم تُلمِم بِبَيتِ الحَبائِبِ وَلَم تَشفِ قَلباً مِن طِلابِ الكَواعِبِ نَعَم إِنَّ في الإِبعادِ لِلقَلبِ رَاحَةً

أَلا حَيِّ ذا البَيتَ الَّذي لَستُ ناظِراً إِلى أَهلِهِ إِلّا بَكَيتُ إِلى صَحبي أَزورُ سِواهُ وَالهَوى عِندَ أَهلِهِ

طَرِبتَ إِلى حَوضى وَأَنتَ طَروبُ وَشاقَكَ بَينَ الأَبرَقَينِ كَثيبُ وَنُؤيٌ كَخِلخالِ الفَتاةِ وَصائِمٌ

لَقَد زادَني ما تَعلَمينَ صَبابَةً إِلَيكِ فَلِلقَلبِ الحَزينِ وَجيبُ وَما تُذكَرينَ الدَهرَ إِلّا تَهَلَّلَت