بحر الطويل

تُسىءُ وَلا تَستَنكِرُ السوءَ إِنَّها تُدِلٌ بِما تَبلوهُ عِندي وَتَعرِفُ فَمِن أَينَ ما اِستَعطَفتُها لا تَرِقُّ لي

أَلِلدَّهرِ تَبكي أَم عَلى الدَهرِ تَجزَعُ وَما صاحِبُ الأَيّامِ إِلّا مُفَجَّعُ وَلَو سَهَّلَت عَنكَ الأَسى كانَ في الأَسى

إِذا ما تَرَدّى لأمَةَ الحَربِ أُرعِدَت حَشا الأَرضِ وَاِستَدمى الرِماحُ الشَوارِعُ وَأَسفَرَ تَحتَ النَقعِ حَتّى كَأَنَّهُ

وَخافَت عَلى التَطوافِ فَوتى وَإِنَّما تُصادُ غِرارُ الوَحشِ وَهيَ رُتوعُ

إِذا اِتَّسَعَت لَم يَلحَقِ الذَرُّ شَأوَها وَخامَرَها دونَ الذِراعِ اِنبِهارُها

أَلا رُبَّ هَمٍّ يُمنَعُ النَومُ دونَهُ أَقامَ كَقَبضِ الراحَتَينِ عَلى الجَمرِ بَسَطتُ لَهُ وَجهي لأُكبتَ حاسِداً

أَبو دُلَفٍ إِن تَلقَهُ تَلقَ ماجِداً جَواداً كَريماً راجِحَ الحِلمِ سَيِّدا أَبو دُلَفِ الخَيراتِ أَنداهُم يَداً

أَبو دُلَفٍ كَالطَبلِ يَذهَبُ صَوتُهُ وَباطِنُهُ خِلوٌ مِن الخَيرِ أَخرَبُ أَبا دُلَفٍ ياأَكذَبَ الناسِ كُلِّهِمُ

جَفا طَرَبَ الفِتيانِ وَهوَ طَروبُ وَأَعقَبَهُ قُربَ الشَبابِ مَشيبُ تَجافَت عُيونُ البيضِ عَنهُ وَرُبَّما

غَدا بِأِميرِ المُؤمِنينَ وَيُمنِهِ أَبو غانِمٍ غضدوَ النَدى وَالسَحائِبِ وَضاقَت فَجاجُ الأَرضِ عَن كُلِّ مَوكِبٍ