بحر الطويل

وَظَبيٍ غَريرٍ في فُؤادي كِناسُهُ إِذا اِكتَنَسَ العَينُ الفَلاةَ وَحَورُها تُقِرُّ لَهُ بيضُ الظِباءِ وَأُدمُها

إِذا شِئتَ أَن تَلقى أُسوداً قَساوِرا لِنُعماهُمُ الصَفوُ الَّذي لَن يُكَدَّرا يُلاقيكَ مِنّا كُلُّ قَرمٍ سَمَيذَعٍ

وَكُنتُ إِذا مانابَني مِنهُ نائِبٌ لَطَفتُ لِقَلبي أَو يُقيمَ لَهُ عُذرا وَأَكرَهُ إِعلامَ الوُشاةِ بِهَجرِهِ

وَيَومٍ جَلا فيهِ الرَبيعُ رِياضَهُ بِأَنواعِ حَليٍ فَوقَ أَثوابِهِ الخُضرِ كَأَنَّ ذُيولَ الجُلَّنارِ مُطِلَّةً

وَوَاللَهِ ما أَضمَرتُ في الحُبِّ سَلوَةً وَوَاللَهِ ما حَدَّثتِ نَفسِيَ بِالصَبرِ فَإِنَّكَ في عَيني لَأَبهى مِنَ الغِنى

سَأَثني عَلى تِلكَ الثَنايا لِأَنَّني أَقولُ عَلى عِلمٍ وَأَنطِقُ عَن خُبرِ وَأُنصِفُها لا أَكذِبُ اللَهَ أَنَّني

بَكَيتُ فَلَمّا لَم أَرَ الدَمعَ نافِعي رَجَعتُ إِلى صَبرٍ أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ وَقَدَّرتُ أَنَّ الصَبرَ بَعدَ فِراقِهِم

أَيَحلو لِمَن لا صَبرَ يُنجِدُهُ صَبرُ إِذا ما اِنقَضى فِكرٌ أَلَمَّ بِهِ فِكرُ أَمُمعِنَةً في العَذلِ رِفقاً بِقَلبِهِ

وَما نِعمَةٌ مَشكورَةٌ قَد صَنَعتُها إِلى غَيرِ ذي شُكرٍ بِمانِعَتي أُخرى سَآتي جَميلاً ما حَيِيتُ فَإِنَّني

لَعَلَّ خَيالَ العامِرِيَّةِ زائِرُ فَيُسعَدَ مَهجورٌ وَيُسعَدَ هاجِرُ وَقَد كُنتُ لا أَرضى مِنَ الوَصلِ بِالرِضا