بحر الطويل

لَو اِتَّبَعوني وَيحَهُم لَهَدَيتُهُم إِلى الحَقِّ أَو نَهجٍ لِذاكَ مُقارِبِ فَقَد عِشتُ حَتّى مَلَّني وَمَلَلتُهُ

يَقولونَ صِنعٌ مِن كَواكِبَ سَبعَةٍ وَما هُوَ إِلّا مِن زَعيمِ الكَواكِبِ إِذا رَفَعَت تِلكَ المَواكِبُ قَسطَلاً

أَجَلُّ هِباتِ الدَهرِ تَركُ المَواهِبِ يَمُدُّ لِما أَعطاكَ راحَةَ ناهِبِ وَأَفضَلُ مِن عَيشِ الغِنى عَيشُ فاقَةٍ

إِذا عِبتَ عِندي غَيرِيَ اليَومَ ظالِماً فَأَنتَ بِظُلمٍ عِندَ غَيرِيَ عائِبي عَرَفتُكَ فَاِعلَم إِن ذَمَمتَ خَلائِقي

تَوَخَّ بِهَجرٍ أُمَّ لَيلى فَإِنَّها عَجوزٌ أَضَلَّت حَيَّ طَسمٍ وَمارِبِ دَبيبُ نِمالٍ عَن عُقارٍ تَخالُها

تَناهَبَتِ العَيشَ النُفوسُ بِغِرَّةٍ فَإِن كُنتَ تَسطيعُ النَهابَ فَناهِبِ بَقائِيَ في الدُنيا عَلَيَّ رَزِيَّةٌ

مَتى عَدَّدَ الأَقوامُ لُبّاً وَفِطنَةً فَلا تَسأَليني عَنهُما وَسَليبي أَرى عالَماً يَرجونَ عَفوَ مَليكِهِم

إِذا غَيَّبونِيَ لَم أُبالِ مَتى هَفا نَسيمُ شَمالٍ أَو نَسيمُ جَنوبِ تَنوبُ الرَزايا أَعظُمي لا أَصونُها

وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها غَداةَ لَقيتَ المَوتَ غَيرَ هَيوبِ إِذا قُرِنَ الظَنُّ المُصيبُ مِنَ الفَتى

عَذيري مِنَ الدُنيا عَرَتني بِظُلمِها فَتَمنَحَني قُوَّتي لِتَأخُذَ قُوَّتي وَجَدتُ بِها ديني دَنِيّاً فَضَرَّني