بحر الطويل

أَصاحِ هِيَ الدُنيا تُشابِهُ ميتَةً وَنَحنُ حَوالَيها الكِلابُ النَوابِحُ فَمَن ظَلَّ مِنها آكِلاً فَهوَ خاسِرٌ

لَقَد سَنَحَت لي فِكرَةٌ بارِحِيَّةٌ وَما زادَني إِلّا اِعتِباراً سُنوحُها بِرَبَّةِ طَوقٍ ما أَقَلَّ جَناحُها

لَقَد بَرَحَت طَيرٌ وَلَستُ بِعائِفٍ وَإِن هاجَ لي بَعضَ الغَرامِ بُروحُها أَرى هَذَياناً طالَ مِن كُلِّ أُمَّةٍ

أَعاذِلَتي إِنَّ الحِسانَ قِباحُ فَهَل لِظَلامِ العالَمينَ صَباحُ يُسَمّي اِبنَهُ كِسرى فَقيرٌ مُمارِسٌ

غَدَوتَ مَريضَ العَقلِ وَالدينِ فَاِلقَني لِتَسمَعَ أَنباءَ الأُمورِ الصَحائِحِ فَلا تَأكُلَن ما أَخرَجَ الماءُ ظالِماً

أَمّا وَفُؤادٍ بِالغَرامِ قَريحِ وَدَمعٍ بِأَنواعِ الهُمومِ سَريحِ لَقَد غَرَّتِ الدُنيا بَنيها بِمَذقِها

تَنَسَّكتَ بَعدَ الأَربَعينَ ضَرورَةً وَلَم يَبقَ إِلّا أَن تَقومَ الصَوارِخُ فَكَيفَ تُرَجّي أَن تُثابَ وَإِنَّما

إِذا عَقَدَت عَقداً لَياليكَ هَذِهِ فَإِنَّ لَها مِن حُكمِ خالِقِها فَسَخا لَعَمري لَقَد طالَت عَلى المَدلِجُ السُرى

أَرى طِوَلاً عَمَّ البَرِيَّةَ كُلُّها فَيُقصَرُ بِالحُكمِ الإَِلهِيِّ أَو يُرخى ذَكَرنا الصِبا وَالشَرخَ ثُمَّ تَرادَفَت

أَلَم تَرَ أَنَّ الخَيرَ يَكسِبُهُ الحِجى طَريفاً وَأَنَّ الشَرَّ في الطَبعِ مُتلَدُ لَقَد رابَني مَغدى الفَقيرِ بِجَهلِهِ