بحر الطويل

لَنا أَبَداً بَثٌّ نُعانيهِ مِن أَروى وَحُزوى وَكَم أَدنَتكَ مِن لَوعَةٍ حُزوى وَما كانَ دَمعي قَبلَ أَروى بِنُهزَةٍ

تَذَكَّرَ مَحزوناً وَأَنّى لَهُ الذِكرى وَفاضَت بِغُزرِ الدَمعِ مُقلَتُهُ العَبرى فُؤادٌ هُوَ الحَرّانُ مِن لاعِجِ الجَوى

مُحَمَّدُ ما آمالُنا بِكَواذِبِ لَدَيكَ وَلا أَيّامُنا بِشَواحِبِ دَعَوناكَ مَدعُواً إِلى كُلِّ نَوبَةٍ

رَأى البَرقَ مُجتازاً فَباتَ بِلا لُبٍّ وَأَصباهُ مِن ذِكرِ البَخيلَةِ ما يُصبي وَقَد عاجَ في أَطلالِها غَيرَ مُمسِكٍ

أَبَعدَ الشَبابِ المُنتَضى في الذَوائِبِ أُحاوِلُ لُطفَ الوُدِّ عِندَ الكَواعِبِ وَكانَ بَياضُ الرَأسِ شَخصاً مُذَمَّماً

قَليلٌ لَها أَنّي بِها مُغرَمٌ صَبُّ وَأَن لَم يُقارِف غَيرَ وَجدٍ بِها القَلبُ بَذَلتُ الرِضا حَتّى تَصَرَّمَ سُخطُها

تَعالَلتِ عَن وَصلِ المُعَنّى بِكِ الصَبِّ وَآثَرتِ بُعدَ الدارِ مِنّا عَلى القُربِ وَحَمَّلتِني ذَنبَ الفِراقِ وَإِنَّهُ

بِعَمرِكَ تَدري أَيُّ شَأنَيَّ أَعجَبُ فَقَد أَشكَلا باديهِما وَالمُغَيَّبُ جُنونِيَ في لَيلى وَلَيلى خَلِيَّةٌ

ذَكَرتُ وَصيفاً ذِكرَةَ الهائِمِ الصَبِّ فَأَجرَيتُ سَكباً مِن دُموعي عَلى سَكبِ أَسيرٌ بِأَرضِ الشامِ ما حَفِظوا لَهُ

هَبيهِ لِمُنهَلِّ الدُموعِ السَواكِبِ وَهَبّاتِ شَوقٍ في حَشاهُ لَواعِبِ وَإِلّا فَرُدّي نَظرَةً فيهِ تَعجَبي