بحر الطويل

أَعينايَ جُودي بالدموع السواكبِ وفيضي دماءً بعد فقد الحبائبِ لعلَّكِ تطفى بعضَ ما خَامرَ الحشَى

قد ابتسمت دارُ المدوَّرِ حينما أَتى قيصرٌ أَكرِم بقيصرَ من نجلِ نرى أَحرُفاً في طرسِ تاريخهِ بها

فتاةٌ لقد منَّ الكريمُ لنا بها فأَنزلتها من قلبيَ المَنزِلَ الأَسمَى فخطَّت لها أَيدي مؤَرخها دعا

تبدَّت فتاةُ الشرق تُجلَى من الخِدرِ كما يتَبدَّى البدر مُنتَصف الشهرِ وجآءَت بوشيٍ ما تحلَّت معاطفٌ

بأيّ فؤَادٍ أَبتغي بعدك السلوَى وأنت فؤَادي في التراب له مأوَى وكف اصطباري عنك والصدر جائشٌ

تبدَّى الهنا والهمُّ أضحى مُبَدَّدا وقد صاحَ في الأَغصانِ طيرٌ وغرَّدا واشرقَ بدرُ الأفقِ بعد افولهِ

رُوَيدَك يا من قد نعيتَ لنا البدرا أَتَحمِلُ نعياً ضمن طرسك أم جمرا بلى جمرَ نارٍ قد كويتَ بهِ الحشا

متى تترك الأيام دمعيَ لا يجري وقلبي المعنَّى لا يبيت على جمرِ وهل تُنسِيَنّي ما مضى من مصائبٍ

تكاثرت الأحزان في كبدي الحرَّى وزادت دموع البين في عينَي الشَكرَى وجارت على ضعفي الليالي وأَوقدت

ألبنان هذا أم جبال أسبانيا أم الشوق للأوطان أحيا الأمانيا فيا بياض أيام تلتها حنادس