بحر الطويل

أَلا إِنَّ عَلواً أَفسَدَتني عَلى أَهلي وَقَد صِرتُ مِن عَلوٍ عَنِ الناسِ في شُغلِ وَإِنّي وَكِتماني هَواها وَقَد فَشا

أَما كانَ في تِلكَ الدُموعِ السَوائِلِ بَيانٌ لِناهٍ أَو جَوابٌ لِسائِلِ سَوابِقُ دَمعٍ مِن جُفونٍ سَوائِلٍ

رَأَيتُ الرِياضَ الزُهرَ يونَقُ نَورُها مُدَبَّجَةَ الأَرجاءِ مَوشِيَّةَ الحَفلِ تَرَوَّت بِداراتِ الغَمامِ وَقَد سَرى

لَعَمرُكَ ما يَنفَكُّ يَخطُرُ بَينَنا مَعَ الرومِ حَربُ بِالقَنا وَالمَناصِلِ نُقارِعُهُم بِالمَوتِ دونَ بَناتِهِم

لَعَمري لَئِن أَخلَقتُ ثَوبَ التَغَزُّلِ وَأَصبَحتُ عَن عَينِ الغَيورِ بِمُعزِلِ وَأَعرَضتُ عَن رَيِّ الصَبوحِ تَبَلُّداً

خَيالٌ مُلِمُّ أَم حَبيبٌ مُسَلِّمُ وَبَرقٌ تَجَلّى أَم حَريقٌ مُضَرَّمُ لَعَمري لَقَد تامَت فُؤادَكَ تُكتَمُ

أَقَصرَ حُمَيدٍ لا عَزاءَ لِمُغرَمِ وَلا قَصرَ عَن دَمعٍ وَإِن كانَ مِن دَمِ أَفي كُلِّ عامٍ لا تَزالُ مُرَوَّعاً

لِأَيَّةِ حالٍ أَعلَنَ الوَجدَ كاتِمُه وَأَقصَرَ عَن داعي الصَبابَةِ لائِمُه تَوَلّى سَحابُ الجودِ تَرقا سُجومُهُ

دُموعٌ عَلَيها السَكبُ ضَربَةُ لازِمِ تُجَدِّدُ مِن عَهدِ الهَوى المُتَقادِمِ وَقَفنا فَحَيَّينا لِأَهلِكِ بِاللِوى

عَلى أَيِّ أَمرٍ مُشكِلٍ أَتَلَوَّمُ أُقيمُ فَأَشوى أَم أَهُمُّ فَأَعزِمُ وَلَو أَنصَفَتني سُرَّ مَن راءَ لَم أَكُن