بحر الطويل

إذا دام للمرء السوادُ ولم تَدُمْ غَضارتُهُ ظنَّ السوادَ خضابا فكيف يظنُّ الشيخُ أن خضابَهُ

حماهُ الكَرى همٌّ سرى فتأوَّبا فبات يُراعي النجم حتى تَصوَّبا أعينيَّ جودا لي فقد جُدْتُ للثرى

أبا حسنٍ لا زلتَ منّا على قُربِ على غير تلك الحالِ في الخوفِ والرعبِ سقى اللَّهُ أيامَ الصيام وإن مضتْ

صفا لك شِربُ العيشِ غيرَ مُثَرَّبِ ولا زلتَ تسمو بين بدرٍ وكوكَبِ تُدبّرُ أمرَ المُلكِ غيرَ مُعنَّفٍ

وكم عائبٍ قد عابني وهو صادقٌ وأدبرَ عنّي والذي فيه أَعيَبُ رماني بسوءٍ لستُ أُعديه صاحبي

أُحذِّرُ أَهلَ الأرضِ حَدَّ ابنِ طالبٍ فما زال مشحوذاً على من يصاحبُ وقد جُرِّبتْ منهُ على آلِ مَخْلدٍ

أيا شجراً بين الرَّسيس فعاقلٍ منحتُك ذمّي صادقاً غيرَ كاذبِ نَدَيتَ ولم تورق ولستَ بمُثمر

على الطائر الميمون والسعدِ فاركبِ نجوتَ بإذن اللَّه من كل مَعْطَبِ وتاب إليك الدهرُ من كل سيِّئٍ

إذا ما رأيتَ الدهرَ بستانَ مشمشٍ فأيْقِنْ بحقٍّ أنَّهُ لِطَبيبِ يُغِلُّ له ما لا يُغِلُّ لربهِ

أما يستديمُ المرءُ نعمةَ ربّهِ بإكرامِ أحرارِ الرجالِ ببابِهِ ويعلم أنَّ الحمدَ والذمَّ للفتى