بحر الطويل

ومونقةِ الرواد مهتزة الربا يحاسنُها سارٍ وغاد ورائحُ توقَّد فيها كلما تَلَّعَ الضحى

نصحت أبا بكر فردَّ نصيحتي وقال صهٍ وجهُ المحرِّش أقبحُ وحدثتُه عن أخته فصَدَقته

أراها فأزْدادُ اشتياقاً وصَبْوَةً وإن نزحَتْ فالموتُ دون نُزُوحِها فليس شِفَاءُ النفسِ مِمَّا أحبُّه

ألاَ ليْسَت الدنْيَا بدار فلاحِ بِعَيْنيْكَ صرعاها مساءَ صباح لنا من كلا العصرين ساقٍ كلاهُما

مَديحُكَ مَنْ تَعْفُوه تَحْسبُ رفْدَهُ مَنِيعاً متى لم تُرْقِه بالمدائِحِ ومَنْ ظنَّ بالممدوح ذاك فإنه

يقول ابنُ عمَّارٍ مقالةَ مخلِصٍ لسيد تُرْكُسْتَانَ طُرّاً وخُزْلَخِ إليك أبا عثمان أهْدِي تحيةً

بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي كما كشفتْ ريح غماماً تَطَخْطَخَا ولا بدّ للصبح الجلِيّ إذا بدت

أبَيْنَ ضُلوعي جَمْرةٌ تتوقَّدُ على ما مضى أَمْ حسرَةٌ تتجدَّدُ خليليَّ ما بعد الشَّبابِ رَزِيَّةٌ

تحلّبَتِ الأنواءُ بعد جُمُودِها وأقبلتِ الخيراتُ بعد صدُودها بوجه أبي الصقر الذي راح واغتدى

حبيبٌ أراني الله يومَ فِرَاقِهِ غَويت وما أبصْرتُ في حبه رُشْدِي رقَقْتُ له من قبحه المحْضِ رِقَّةً