بحر الطويل

أراني وما أحدثتُ بعدك سيّئاً تغيَّرتُ والإبريز لا يتَغيرُ فيا عجباً والدهرُ جم صُرُوفه

أحباءَنا ما كان لي عنكُمُ صبرُ وهل لِصبورٍ عن أحبَّتِه عذرُ فيا ليتَ شِعري عنكُمُ كيف كنتُمُ

قال الحيا دعها فخالفه الهوى وداعي الهوى أقوى علَيَّ وأقدر حيائيَ في وجهي وفي قلبيَ الهوى

تصبّرتُ عنك فما أصْبِرُ وإنِّيَ فيك لمستبصِرُ وإن حاربَ الرأيُ فيك الهوى

أفْدِي التي لم يُعَطِّلْ جيدَها عَوزٌ مِنَ الحُليِّ ولا حلّاهُ إعوارُ بل الحُليُّ عليه من تمائمهِ

حليفُ سُهادٍ ليلُهُ كنهارِهِ يبيتُ شِعارُ الهمِّ دونَ شعارهِ أصابتْهُ من رَيْب الزمان مُصيبةٌ

أعينيَّ جودا بالدموع لفقدها فما بعدها ذخر من الدمع مذخورُ نصيبكما منها الذي فات فابكيا

سقيا لأيامٍ خلتْ إذ لم أقل سقيا لأيامٍ خلت وعصورِ أيامَ يرعاني الشباب ممتَّعاً

تطلع أيري من مئزري وكلُّ كمينٍ له ثَوْرَهْ فقال ليَ الجلساء استتر

ألا أيهذا الشيبُ سمعاً وطاعة فأنت المُناوي ما علمتُ المظَفّرُ أبَى الخِطر والحناء حربَك إنّهُ