بحر الطويل

رَأَيتُ اِبنَ مَعنٍ أَنطَقَ الناسَ جودُهُ فَكَلَّفَ قَولَ الشِعرِ مَن كانَ مُفحَما وَأَرخَصَ بِالعَدلِ السِلاحِ بِأَرضِنا

صَحا بَعدَ جَهلٍ فَاِستَراحَت عَواذِلُه وَأَقصَرنَ عَنهُ حينَ أَقصَرَ باطِلُه وَقالَ الغَواني قَد تَوَلّى شَبابُهُ

بِسَبعينَ أَلفاً راشَني مِن حِبائِهِ وَما نالَها في الناسِ مِن شاعِرٍ قَبلي

أَلَم تَرَ أَنَّ الجودَ مِن لَدنِ آدَمٍ تَحَدَّرَ حَتّى صارَ في راحَةِ الفَضلِ إِذا ما أَبو العَبّاسِ راحَت سَماؤُهُ

شِفاءُ الصَدى ماءُ المَساويكِ وَالَّذي بِهِ الريقُ مِن خَملٍ يُغازِلُها طفلُ فَيا حَبَّذا ذاكَ السِواكُ وَحَبَّذا

كَأَنَّ الَّتي يَومَ الرَحيل تَعَرَّضَت لَنا مِن ظِباءِ الرَملِ أَدماءُ مُعزِلُ تَصُدُّ لِمَكحولِ المَدامِعِ لابنٍ

إِذا أُمُّ طِفلٍ راعَها جوعُ طِفلِها دَعتهُ بِإِسمِ الفَضلِ فَاِعتَصَم الطِفلُ لِيَحيا بِكَ الإِسلامُ إِنَّكَ عِزُّهُ

تَشابَهَ يَومَا بَأسِهِ وَنَوالِهِ فَما أَحَدٌ يَدري لأَيِّهِما الفَضلُ شَبيهُ أَبيهِ مَنظَرا وَخَليقَةً

نَفَحتَ مُكافِئاً عَن قَبرِ مَعنٍ لَنا مِمّا تَجودُ بِهِ سِجالا فَعَجَّلتَ العَطِيَّةَ يا اِبنَ يَحيى

أَسَلمَ بنَ عَمرٍ وَقَد تَعاطَيتَ خُطَّةً تُقَصِّرُ عَنها بَعدَ طولِ عَنائِكا وَإِنّي لَسَبّاقٌ إِذ الخَيلُ كُلِّفَت