بحر الطويل

مَتَى يَهبُطا سُهباً فَليسَ حِمَارُهُ وإن كانَ عِلجاً مُضمَرَ الكَشحِ طالِعا تَرَدَّينَ ثَوباً واستَغَاثَ بِمغوَلٍ

أُطَحطِحُهُ حَتَّى أُضِلَّ جَخِيفَهُ وَيُسرِعُ فيهِ النَّافِذاتِ البَواضِعا فكَيفَ تَرَونَ السَّعيَ أَسأَر قِيلُهُ

أَبَا مُنذرٍ جازيتَ بِالوِدِّ سُخطةً فَمَاذا جَزاءُ المُبغِضِ المتَبَغِّضِ فجازَيَتهُ في ذا المِثَالِ كَرامَةً

مطالبُ دُنياهُ بإِتعابِ نَفسِهِ كَوَرَّادِ مَاءٍ مِن أُجَاجٍ مُكَدَّرِ فَمَا ازدادَ شُرباً مِنهُ إلاَّ أَثابَهُ

فصَادَفَنا في الصُّبحِ عِلجٌ مُصَرَّدٌ إذا ما غَدا يَخَالُهُ الغِرُّ صادِعا يُطيفُ بِسِتٍّ كالقِسِيِّ قَوارِبٍ

تَأَيَّيتُ مِنهُنَّ المصيرَ فَلم أَزَل أُيَسِّرُ طِرفاً ساهِمَ الوَجهِ فارِعا تَرَبَّيتُهُ لَم أَلهَ عَن ثَغَباتِهِ

كَفَى عبَرُ الأَيَّامِ لِلمَرءِ وازِعا إذا لَم يَقر رِيَّا فَيَصحوَ طائِعا بَنَاتِ كِرامٍ لَم يُرَبنَ بِضُرَّةٍ

خَليلَيَّ هُبّا طالَما قَد رَقَدتُّما أَجِدَّكُما لا تَقضِيانِ كَراكُما أَلَم تَعلَما أَنّي بِسِمعانَ مُفرَدٌ

وَحَمّالَ أَثقالٍ إِذا هِيَ أَعرَضَت عَلى الأَصلِ لا يَسطيعُها المُتَكَلِّفُ

شَكَوتُ إِلَيهِ أَنَّني ذو جَلالَةٍ وَأَنّي كَبيرٌ ذو عِيالٍ مُحَنَّبُ فَقالَ لَنا أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً