بحر الطويل

فِدىً لَكُما رِجْلَيَّ أُمِّي وخَالَتِي بِسَعْيِكُما بَيْنَ الصَّفا والأَثَائِبِ أَوَانَ سَمِعْتُ الَقْومَ خَلْفيِ كَأَنَّهُمْ

بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَنا وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانَ بِقَيصَرا فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينَكَ إِنَّما

إَذا لَم تَكُن إِبلٍ فَمَعزى كَأَنَّ قُرونَ جَلَّتها عَصِيُ إِذا ما قامَ حالِبُها أَرنَت

رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى فَكَيفَ بِمَن يُرمى وَلَيسَ بِرامي فَلَو أَنَّها نَبلٌ إِذاً لَاِتَّقَيتُها

الأعَلِّلانِي قَبْلَ نَوْحِ النَّوادبِ وقبلَ بكاءِ المُعْوِلاتِ القَرائِبِ وقبل ثوائى في تُرابٍ وَجْندَلٍ

سَقى اللَهُ أَطلالاً بَنُعمٍ تَرادَفَت بِهِنَّ النُوى حَتّى حَلَلنَ المَطالِيا فَإِن كانَتِ الأَيّامُ يا أُمَّ مالِكٍ

هَل يُبلِغَنَّ الجارَتَينِ تَحِيَّةً ذَوا سَفَرٍ قَد أَجمَعاهُ كِلاهُما عَلى حُرَّتَينِ اِستَعلَيا كُلَّ قَفرَةٍ

وَقَد بُزَّ عَنهُ الرِجلُ ظُلماً وَرَمَّلوا عِلاوَتَهُ يَومَ العَروبَةِ بِالدَمِ

فَخَرتَ بِيَومٍ لَم يَكُن لَكَ فَخرُهُ أَحاديثُ طَسمٍ إِنَّما أَنتَ حالِمُ تُفاخِرُ قَوماً أَطرَدَتكَ رِماحُهُم

دَعَوتُ عَدِيّاً وَالكُبولُ تَكُبُني أَلا يا عَدِيُّ يا عَدِيُّ بنَ نَوفَلِ دَعَوتُ عَدِيّاً وَالمَنايا شَوارِعٌ